بلدي نيوز
استنكرت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، تصرفات الدول الغربية وموقفها المخجل من سوريا، وذلك في معرض تحذيرها من الكارثة الإنسانية التي تتكشف في منطقة إدلب، جراء تكثيف النظام السوري وحليفه الروسي من ضرباتهم هناك.
وقالت الصحيفة؛ إن أزمة سوريا ليست حاضرة في أجندة النقاشات المهمة في قمة الدول السبع التي استضافتها فرنسا في مدينة بيارتيز هذا العام، لافتة إلى أن غياب لاعبين مهمين (روسيا وتركيا)، يعني عدم ظهور أي مبادرة جوهرية.
وأضافت، "فقد غسل الرئيس دونالد ترامب يده من النزاع، مع أن قادة البنتاغون يقاومون مطالبه بسحب القوات الأمريكية من سوريا".
أما قادة الدول الأوروبية الذين يواجهون مجموعة مختلفة من المشاكل - وفق الصحفية - فهم يفضلون عدم التفكير بسوريا على الإطلاق، محذرة من أن هذا الموقف يعبر عن ضيق أفق، فتجاهل الدول الغربية الحرب السورية التي مضى عليها ثمانية أعوام وأثرها على المدنيين ليس ظاهرة جديدة، إلا أن الموقف المعروف هذا يجب عدم التسامح معه ورفضه.
وتشير الصحيفة إلى أن تدخل الغرب كان متقطعاً ومن فترة لأخرى، تدفعه أحياناً عناوين الأخبار مثل الهجمات الكيميائية وجرائم حرب لا يمكن تجاهلها، فيما منح الغرب الحملة ضد تنظيم الدولة أولوية قصوى.
وتضيف الصحيفة أن ثمن هذا الفشل الجمعي في مواجهة أكبر تحدٍ استراتيجي في زمننا؛ بات السكان السوريون يدفعون ثمنه، وعرجت على ما تشهده إدلب التي يعيش فيها 3 ملايين نسمة ويتعرضون للنار من النظام السوري الذي يدعمه الطيران الروسي والمدافع، وقتل في الهجمات التي بدأت في نيسان/إبريل أكثر من 800 شخص نصفهم على الأقل من المدنيين، والكثير منهم مشردون من مناطق أخرى في سوريا.
وتضيف الصحيفة أنه ورغم الدعوات المتكررة للمساعدة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة المدنية والمحلية مثل الخوذ البيضاء؛ إلا أن جرائم الذبح مستمرة خاصة بعد سقوط بلدة خان شيخون الأسبوع الماضي بيد القوات التابعة لنظام بشار الأسد.
وترى الصحيفة أن ما فاقم من أزمة السوريين الهاربين، تردد تركيا في استقبال المزيد من اللاجئين وتصميمها على إجبار الكثيرين ممن هربوا إليها وعددهم 3.6 مليون نسمة على العودة إلى بلادهم
وشدد الصحيفة أنه على الدول الغربية أن تتعامل مع أحداث سوريا الأخيرة بما يقتضيه العقل إن لم يكن هناك تعاطف مع مأساة السوريين.
وأكدت أنه في حال فتح ممر النجاة للهاربين من إدلب، فقد يؤدي إلى موجة لجوء واسعة نحو أوروبا على غرار موجة عام 2015، وتقول الصحيفة إن كل هذا مهم للشرق الأوسط، وأن أكراد سوريا رغم وصف تركيا لهم بالإرهابيين إلا أن أمريكا وقواتها الخاصة تدعمهم لأنهم جزء مهم في القتال ضد تنظيم الدولة.
المصدر: القدس العربي