بلدي نيوز - (خاص)
قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده أحرزت "بعض التقدم" فيما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا، خلال المباحثات مع الأمريكيين، مشيرا في الوقت ذاته أن ذلك "لا يعني أن كل شيء انتهى"، في حين صرّح المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري أن هناك خلافات بين أنقرة وواشنطن فيما يخص الوحدات الكردية.
وجاءت تصريحات الوزير التركي، خلال زيارة أجراها برفقة قادة الجيش، إلى مركز العمليات المشتركة للقوات البرية في ولاية شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا.
وشهدت زيارة المسؤولين العسكريين الأتراك اجتماعا مغلقا استغرق 3 ساعات، جمع أكار وقادة القوات البرية والجوية والبحرية، إلى جانب رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان.
وتناول الاجتماع التطورات الأخيرة في المنطقة، وتم الاطلاع على توضيحات عبر خرائط ومقاطع مصورة التقطت من طائرات مسيرة.
وتطرق أكار في تصريحاته إلى المباحثات التي جرت بين وفدي تركيا والولايات المتحدة في الفترة بين 5 و7 آب الجاري بالعاصمة أنقرة، وقال إنه نقل للجانب الأمريكي آراء ومقترحات وطلبات بلاده بشكل واضح وجلي.
وأضاف وزير الدفاع التركي أن بلاده أحرزت بعض التقدم، وأن هذه بداية جيدة، وقال "لكن هذا لا يعني طبعا أن كل شيء انتهى، العمل سيتواصل".
وقال أكار "تم التفاهم بين وفدي البلدين بخصوص خروج تنظيم الوحدات الكردية الذي لا يختلف عن (PKK) الإرهابية من المنطقة، وسحب الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها، وتدمير الأنفاق والمواقع والتحصينات الأخرى المماثلة، فضلا عن التبادل الاستخباراتي بين القوات المسلحة للبلدين".
ولفت وزير الدفاع التركي إلى أنه "تم التفاهم أيضا على جدول زمني بهذا الصدد، وإلى الآن تم الالتزام بذلك دون أية مشاكل، وتركيا تتطلع للالتزام به في المستقبل أيضا".
وأضاف أن "تركيا اتفقت مع الولايات المتحدة بشكل عام على مراقبة وتنسيق المجال الجوي في المنطقة إلى جانب عدة قضايا أخرى".
وأوضح أكار أن الطائرات التركية المسيرة بدأت اعتبارا من 14 أب الجاري إجراء طلعات في المنطقة بموجب الاتفاق.
وقال إن "التحضيرات لمركز العمليات المشترك شارفت على الانتهاء، وسيبدأ عمله الأسبوع المقبل بكامل طاقته".
وشدّد الوزير التركي على أنه تم اتخاذ كافة التدابير اللازمة على طول الحدود مع سوريا في ضوء تصريحات وتعليمات الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال "تركيا لن تسمح أبدا بإقامة حزام إرهابي شمالي سوريا، وهدفنا يتمثل في ضمان أمن الحدود أولا".
وبيّن أكار أنهم سيواصلون بذل كافة الجهود من أجل ضمان أمن الحدود طالما استمر وجود تنظيم "ي ب ك" الذي لا يختلف عن منظمة "PKK" في المنطقة.
وشدّد على أن كفاح تركيا ضد الإرهابيين فقط، وتنظيم "YPG" لا يمثل الأكراد مطلقا، فهم أشقاؤنا.
وقال أكار "لا يوجد لدينا أي تفسير حول تعاون حلفائنا الأمريكيين مع تنظيم "YPG"، وننتظر منهم إنهاء ذلك في أقرب وقت".
إبعاد "الوحدات الكردية"
بدوره، قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، إن هناك خلاف بين الولايات المتحدة وتركيا حول الوحدات الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وخلال ندوة عُقدت في معهد "أسبن" للدراسات الإنسانية بواشنطن، أمس الجمعة، تطرق جيفري إلى آخر تطورات الأوضاع في شمال شرقي سوريا، قال إن "قاعدة الوحدات الكردية جاءت من "حزب العمال الكردستاني"، وتركيا تعتبرهم إرهابيين، أما نحن فلا نعتبر أولئك المواطنين السوريين إرهابيين".
وأضاف في هذا الصدد أن "الوحدات الكردية ليست مُدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية، ولا على قائمة الأمم المتحدة، وتركيا تطالب بفك ارتباطنا وتحالفنا معها، كما سبق أن هددت الولايات المتحدة الأمريكية".
وأكد جيفري أن الوحدات ستبتعد عن المناطق الحدودية مع تركيا، عند إنشاء المنطقة الآمنة التي يتم العمل على إقامتها حاليا.
وقال جيفري "لدينا شريكان فاعلان جدا في محاربة داعش، لكن لأسباب تاريخية لا يثق الأتراك والأكراد ببعضهم… ويشعران بخطر أمني متبادل، والولايات المتحدة تبذل جهودا لتخفيف الضعط عن كلا الطرفين من خلال انسحاب بعض قوات "قسد" من جهة وإنشاء منطقة آمنة تستطيع تركيا مشاهدة ما يحصل فيها ويكون لها وجود بشكل ما معنا (نحن الولايات المتحدة)، وفي هذه المنطقة يمكن التأكد من مهمتمنا وهي الحفاظ على الأمن والاستقرار شمالي شرق سوريا؛ وهزيمة داعش بشكل كلي".
وتوصلت تركيا وأمريكا الأسبوع الماضي، إلى اتفاق بشأن المنطقة الآمنة شمالي سوريا، يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا، لتنسيق شؤون وإدارة المنطقة الآمنة أو الأمنية.