بلدي نيوز - مضايا (جواد الزبداني)
تظاهر الأطفال في بلدة مضايا يوم الاثنين، ليس ليناشدوا العالم بتأمين الغذاء وأبسط الحقوق الإنسانية لهم، بل ليوصلوا صوت معاناة مرضاهم وجرحاهم، وليتضامنوا مع باقي المناطق ضمن دولة الجوع التي أعلنوها، وحددوا تلك المناطق بلافتة رفعوها في وقفة احتجاجية، وهي: (مضايا, الفلوجة, داريا, المعضمية, الغوطة الشرقية) محافظات دولة الجوع والحصار المتحدة، كما سموها، واختاروا أنقاض مدرستهم المدمرة في مضايا لتكون المنبر الذي يخاطبون منه العالم.
وتعد هذه واحدة من الوقفات الدورية التي ينفذها نشاطون في البلدة المحاصرة من قبل عناصرحزب الله وجيش النظام.
وتعد الوقفات إحدى الطرق الإعلامية التي يستخدمها الناشطون هناك للتعبير عن مطالبهم، كما قال لبلدي نيوز الناشط فراس الحسين مدير مكتب مضايا الإعلامي: "نحن فريق من الناشطين في بلدة مضايا نحاول أن نوصل صوتنا ومعاناة أهلنا في للخارج عن طريق وقفات الأطفال هذه، ونسعى للتضامن ولو بالألم والجراح مع باقي المناطق المحاصرة".
أما الطفل عبد الحليم النموس المشارك بالوقفة فعبر عن مشاعره بعفوية، وقال لبلدي نيوز: "نحن عم نتظاهر لنساعد العالم المريضة على الخروج لتتعالج وتطيب، لأنو عم نشوفون كيف عم يتوجعوا ونحن ما منعرف داريا أو المعضمية والفلوجة والغوطة إلا بالتلفزيون بس شفناهون عم يجوعوا متلنا ويتعذبوا متلنا، ومنتمنى ينفك الحصار عنا وعنون يارب".
وتعد مضايا من أكثر المناطق تضررا جراء الحصار، حيث توفي أكثر من 46 شخصاً جوعاً وأكثر من 32 بسبب المرض وانعدام العلاج، ودخلت مضايا لائحة "غينيس" للأرقام القياسية كأغلى منطقة بأسعار الطعام، حيث وصل سعر كغ المواد الأساسية كالرز والبرغل وغيره إلى ما يعادل 350 دولار أمريكي. وهو ما يفوق قدرة السكان المادية وحتى قدرة العقل على التصديق!