بلدي نيوز - (عمر حاج حسين)
اعترف رئيس مجلس مدينة داريا بريف دمشق الغربي، مروان عبيد، اليوم الخميس، أن عدد العائلات التي تبيت في مدينة داريا بدمشق عقب خروج فصائل المعارضة منها، 200 عائلة فقط، مؤكداً أن 19 ألف عائلة أخرى تقدمت بطلب العودة إلى المدينة.
وأوضح مروان وفق مواقع موالية، أن الدخول للمدينة أصبح متاحاً أمام الأهالي، وذلك لمن يحمل منهم بطاقة الدخول التي تصدرها البلدية بعد موافقة الجهات المختصة مبيناً أن من لا يحمل بطاقة ويحتاج لمراجعة البلدية فيحق له الدخول دون السماح له بالمبيت في المدينة.
السهل الممتنع
يقول الناشط المهجر "أنس الدمشقي" إن العودة إلى مدينة داريا أصبح شبه مستحيل لسكانها، فالمدينة مغضوب عليها من قبل الأجهزة الأمنية، بسبب انطلاق شرارة الحرية منها إلى دمشق، مضيفا أن ما يقارب 80 بالمئة من المدينة شبه مدمر بفعل قذائف الأسد أثناء فترة الحصار التي دامت من عام 2012 حتى التهجير 2016، فمن يود العودة إليها لا يملك ما يعيد ترميم منزله الهش أو سلامة نفسه من الحواجز الأمنية على مداخل المدينة.
اعتراف بالفشل
بالعودة إلى مجلس داريا، لفت مروان، أن الأهالي يدخلون مواد البناء لترميم منازلهم مشيراً إلى وجود (ثلاثة) مراكز تحويل كهربائي فقط تغذي الأماكن المسكونة.
وأوضح عبيد أن نقل مركز البلدية إلى داخل المدينة يأتي بعد تجهيز المبنى وللوقوف مباشرة على احتياجات الأهالي داخلها، نافياً عودة السجل المدني إلى المدينة مؤكداً أن الدوائر داخل المدينة حتى الآن تقتصر على المخفر والبلدية ووحدة المياه مبيناً أنه لا عودة قريبة للسجل العقاري إلى المدينة على الرغم من الانتهاء من تجهيز البناء الخاص به.
يقول "علي السبهان" وهو شاب من مدينة داريا والذي استخدم اسماً مستعاراً خشية تعرضه للاعتقال، أن "جميع ما يروج له مجلس بلدة داريا عن تأهيل البنية التحتية وتقديم الخدمات غير صحيح، فالمدينة تفتقد لأدنى الخدمات كالمياه والكهرباء والصرف الصحي وحتى ركام الأبنية ما يزال يغلق أغلب الطرقات، واكتفى المجلس المحلي بإزاحة الركام من بعض الطرقات الرئيسية وليس ترحيله".
وأضاف بعد أن هجر النظام سكان المدينة المحاصرة عام 2016 حتى اليوم، لازال يدندن على ذات اللحن ألا وهو "إعادة إعمار المدينة"، ونخشى من أن يتم تنفيذ أول مشروع في المدينة عام 2020 كما اعتاد الشعب السوري على مشاريع الدولة ووعودها الفارغة.
وعلى الرغم من إثبات قضية فشل الحكومة في إعادة مواطنيها وتحفيزهم على العودة للمدينة، لفت عبيد على أن البلدية يقتصر عملها تنظيف الشوارع وترحيل الأنقاض وذلك من خلال التبرعات المقدمة لها، مؤكداً أنه لم يصرف أي مبالغ من لجنة إعادة الإعمار خلال العام الحالي.
وتعتبر داريا من أكثر المدن صموداً في وجه نظام بشار الأسد، حيث دام حصارها ما يقارب 4 سنوات. وبعد معارك قاسية وشرسة توصلت فصائل المدينة وجيش النظام إلى اتفاق يقضي بإخلاء المدينة بشكل كامل والتي بلغ عدد سكانها بعد الحصار 8 آلاف شخص، من أصل 250 ألفاً يقطنون المدينة قبل بدء الحملة العسكرية على المدينة في أواخر عام 2012، وتسببت بحملة نزوح كبيرة.