Bloomberg View - ترجمة بلدي نيوز
تعمل كل من روسيا والولايات المتحدة على صياغة دستور جديد لسورية، وفقاً لدبلوماسيين غربيين وروس، في أوضح علامة حتى الآن على تصميم القوتين "للتوصل الى حل للحرب التي دامت خمس سنوات، والتي دفعت بموجات ضخمة من اللاجئين نحو أوروبا".
وقال دبلوماسي غربي أن الجهود المشتركة هي في مرحلة مبكرة، وأن المقترحات الروسية الحالية هي أقرب إلى موقف الحكومة السورية.
كما قال دبلوماسي روسي آخر أن البلدين مستمرين في تبادل الأفكار، وقد تحدث المبعوثين بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأن المحادثات ما زالت سرية.
من جهته ، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن الولايات المتحدة اتفقت مع روسيا على إنشاء إطار للانتقال السياسي ومشروع دستور لسورية بعد محادثات في الكرملين في 24 آذار، وتقود الأمم المتحدة محادثات السلام في جنيف، حيث تتفاوض الحكومة والمعارضة السورية على تسوية للوضع.
وتتقارب مصالح الولايات المتحدة وروسيا في تصعيد حملتهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والذي استخدم قاعدته في سورية والعراق للتوسع عبر المنطقة والتخطيط لهجمات إرهابية في انحاء العالم، هذا وقد أصبح الحل للصراع السوري أمراً ملحاً على نحو متزايد، وخاصة بالنسبة لأوروبا، والتي تسعى جاهدة للتعامل مع التهديد الجهادي المتنامي، وتدفق أكبر موجات للاجئين إليها منذ الحرب العالمية الثانية.
وأدى اتفاق وقف "الأعمال عدائية" والذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا إلى كبح جماح العنف بدرجة كبيرة في الحرب السورية، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 25.000 ألف شخص وأجبرت الملايين على الفرار من منازلهم، ولكن البلدين ما يزالا يختلفان حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، حتى لو كانت إدارة أوباما قد خففت الطلب على الإطاحة به على الفور.
وفي برنامج "وجه الأمة" أو "فيس أوف نيشن" على قناة سي بي اس، قال وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" الشهر الماضي "لا يمكنك إنهاء الحرب بينما الأسد موجود في السلطة".
من جهتها، قالت جماعة المعارضة الرئيسية في سوريا، الهيئة العليا للمفاوضات بأنها تعارض عملية وضع الدستور الجديد التي تقودها الولايات المتحدة وروسيا، وقالت فرح الأتاسي المتحدثة باسم الهيئة: إن "الدستور السوري ينتمي إلى الشعب، وليس للولايات المتحدة أو روسيا".
وأضافت: "عندما يتم تشكيل هيئة حاكمة انتقالية مع سلطات تنفيذية كاملة، سوف نقوم بتعيين محامين وقضاة وخبراء سوريين لصياغة دستور جديد للبلاد".
وأيدت القوى الكبرى خريطة الطريق في شهر تشرين الثاني، والتي من شأنها إنشاء هيئة حكم انتقالي مع سلطة تنفيذية كاملة في سوريا من أعضاء الحكومة والمعارضة في غضون ستة أشهر، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انتخابات تحت إشراف دولي بموجب دستور جديد في وقت لاحق من العام.
وكانت صحيفة "الحياة" العربية قد ذكرت في 1 نيسان بأن روسيا أعطت مشروع مقترح للدستور السوري الجديد لكيري خلال زيارته لموسكو الشهر الماضي، وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تدرس المقترحات، التي استندت إلى وثائق لخبراء قانونيين مقربين من الحكومة، نقلاً عن شخص مجهول الهوية على دراية بالأمر.
ورداً على سؤال حول هذا الأمر، أشار نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية "مارك تونر" إلى ما قاله وزير الخارجية الأمريكي في بيانه قبل أسبوعين، بأن الولايات المتحدة وروسيا قد اتفقتا على جدول زمني لانتقال سياسي بقيادة سورية حتى شهر تموز، والتي تشمل وضع دستور جديد".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" رداً على سؤال للصحفيين يوم الأربعاء، حول الهيكل الدستوري الجديد لسورية، أن روسيا والولايات المتحدة على استعداد للمساعدة في عملية اقتراح الأفكار: "إنها عبارة عن مساعدة في العملية، ولكن بالطبع الشعب السوري هو من يجب أن يقرر".
