بلدي نيوز - (متابعات)
وثّقت صحيفة ديلي ميل البريطانية قصة مثيرة لمرتزق سابق في قوات روسية سرية تقاتل في سوريا، يدعى سيرغي وينحدر من دونيتسك الأوكرانية، قال خلالها إن المرتزقة الروس الذين يتم استئجارهم للقتال في كتائب سرية في سوريا اشتروا فتيات سوريات لاستغلالهن جنسياً مقابل نحو 100 دولار أميركي، فضلاً عن مكافآت زهيدة يحصلون عليها لقاء قطع رأس جهادي مأسور مقابل نحو 17 دولاراً.
وفقاً للمرتزق الذي كان جندياً في الجيش الروسي سابقاً، فإن كتائب المرتزقة يتم الزج بها في الصفوف الأمامية لمواجهة الجهاديين في سوريا، إذ تحاول موسكو تجنّب تعريض جنودها إلى الخطر والموت للتنصل من أي إدانات في المستقبل، يوم يحال ملف الحرب في سوريا إلى الجنايات الدولية، حسب ما نقلت صحيفة المدن.
ويشرح سيرغي أسلوب عمل كتائب المرتزقة، منذ أن قاتل في أوكرانيا لأربع سنوات، بالقول إن المسؤولين الروس "لا يعترفون رسميا بوجودهم، ولا يسمح لهم بالحضور أو الانخراط مع القوات المسلحة النظامية"، وهذا ما سمح لموسكو بنفي وجود مثل هذه القوات في سوريا مراراً.
واعتبر المرتزق الروسي أن القتال في سوريا كان مملاً بعض الشيء، لكن أحياناً كان من السهل إيجاد وسائل تسلية مثل شراء زوجة "عذراء من عائلة جيدة تكلف 100 دولار لمدة عام. إذا كنت تأخذها إلى الأبد ستدفع ما بين 1500 إلى 2000 دولار أميركي".
وأضاف "كان من الأسهل شراء زوجة (..) هناك رجال أعدوا أوراق سفر لزوجاتهم وعادوا إلى روسيا برفقتهن لاحقاً"، ويستدرك "لكن أغلب الأحيان كان هذا الأمر متاحاً للضباط فقط، لقدرتهم على تحمل النفقات".
وفقاً لسيرغي، فإن المرتزقة أمثاله لا يحصلون على ميداليات روسية لقاء ما يقومون به في سوريا، كما أن جثث القتلى منهم لا تعاد إلى الوطن. وتنص عقود عمل يوقعونها على بند أن أي شخص يقتل لن يكون بمقدور السلطات الروسية إعادة جثمانه إلى وطنه "لأن ذلك أمر مكلف جداً".
هذا الأمر دفع بالمرتزقة إلى إطلاق اسم "صندوق الرمل" على سوريا، لمعرفتهم أن السقوط في تلك البلاد يعني ابتلاعهم واختفاءهم إلى الأبد من دون الحصول على فرصة للنجاة.
وقال سيرغي "نحن لا نعطى جوائز.. هدفنا الحصول على راتب، من دون الوطنية"، مضيفا "مشغلونا قالوا لنا عليك حماية وسائل الاتصالات ونقاط التفتيش ومناجم النفط وإعادة بناء المصانع.. لكن عندما وصلنا تفاجأنا أن العمل كان في كتيبة هجومية".
وتابع سيرغي "لقد وقعت اتفاقا.. هناك قائمة من الأمور التي علينا القيام بها، والمسؤوليات، ولكن لا حقوق لنا.. ولكن إذا انتهكت أي شرط في العقد.. مثلاً لو أخذت شراباً أثناء القتال ستُغرّم، وتغرّم الكتيبة بأكملها (..) الجو حار هناك، ولكن الفودكا كانت جيدة في سوريا".
وفقاً لأقوال مصدر الصحيفة، فإن جيشين من الجيوش الخاصة يعملان في سوريا، الأول يسمى "فاغنر" والثاني "توران" وليس لهما "علاقة مع المؤسسات العسكرية الرسمية في روسيا"، على الرغم من أن عناصر الجيشين يعملان جنباً إلى جنب في العمليات التي يخوضها "جيش بوتين".
ويقول سيرغي، عندما تم نقلهم "على متن طائرة مستأجرة إلى اللاذقية قيل لهم أن يقولوا إنهم صانعو سلام"، موضحاً "كان في صفوفنا أولئك الذين يواجهون أحكام السجن، والذين لم يتمكنوا من العثور على وظيفة في وطنهم، لم يكن لديهم المال، والمتطوعون السابقون الذين جاؤوا إلى التدريب العسكري في روستوف، والمتشددون، وحتى الأوكرانيون العرقيون، بما في ذلك أولئك الذين كانوا يقاتلون ضدنا في دونباس في أوكرانيا".
وأضاف سيرغي، إن "المتعهدين دفعوا مؤخراً لعدد من المجندين، وعلى ما يبدو أنهم اختاروا العدد وليس الكفاءة، وهذا يبرر الخسائر الغبية الكثيرة التي وقعت (..) رأيت بنفسي شخصاً مبتور اليد يحمل رشاشاً آلياً.. كيف يمكن لهذا الشخص إطلاق النار؟".
وتحدث سيرغي عن زميليه رومان زابولتني وغريغوري تسوركانو، اللذين وقعا في قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" مؤخراً. يقول "كانا من المجموعة التي قدمت إلى سوريا في شهر مايو (أيار). كان عدد المجموعة 150 حينها، وفي اول معركة خاضوها قتل 19 منهم.. يمكن إخفاء الأرقام ببساطة".
ويشير المرتزق الروسي إلى أنهم يقطعون الرؤوس أيضاً. ويوضح "نحن نقطع رؤوس الجهاديين أيضاً. لماذا يجب علي أن أسحب جثة كاملة عبر الصحراء؟". سحب الجثة كان دليل المرتزق للمتعهدين على تمكّنه من قتل جهادي والحصول على مكافأة، ثم أصبحوا يقطعون رأس الجثة لسهولة حمله. يضيف "في البداية كنا نحصل على 86 دولاراً مقابل كل رأس من مقاتلي داعش".
وتابع "بعدما تمكّنا من إحضار العديد من رؤوس مقاتلي التنظيم، أدى ذلك إلى انخفاض سعر المكافأة.. كان من الضروري أن نتوقف عن إخافة السكان المحليين (يحمل المرتزقة رؤوس الجثث إلى مقرات مراكزهم في الساحل السوري). وأصبحنا نحصل على 17 دولار مقابل الرأس.. أنا لا أعلم الرقم الدقيق تماماً لأنني لم أفعل هذا".