بلدي نيوز - (خاص)
قالت وزارة الدفاع التركية، مساء الخميس، إن جنديا تركيا قتل وأصيب ثلاثة بجروح، في هجوم لقوات النظام على نقطة شير مغار غربي حماة.
وأضافت الوزارة أن "مليشيات الأسد قصفت بشكل متعمد نقطتها العسكرية رقم 10"، موضحة أنها أخطرت روسيا بذلك، وشددت أنه "سيتم الرد بقوة".
وأعلنت الدفاع التركية "استهداف مدفعيتها لمواقع مليشيات الأسد، بعد استهداف الأخيرة النقطة التركية".
وقالت مصادر لبلدي نيوز إن القوات التركية استهدفت مواقع مدفعية لقوات النظام في الكريم وقبر فضة بـ 20 قذيفة مدفعية حتى اللحظة.
وكانت أفادت مصادر خاصة لبلدي نيوز؛ إن قوات النظام المتمركزة في حاجز "تمانعة الغاب" استهدفت بعدة قذائف مدفعية نقطة المراقبة التركية في قرية "شيرمغار" بجبل شحشبو.
بدوره، قال مراسل بلدي نيوز، إن أربع مروحيات عسكرية تركية وصلت إلى النقطة مساء الخميس، لإجلاء المصابين من عناصر القوات التركية هناك.
واستهدفت قوات النظام نقطة المراقبة التركية في "شيرمغار" ثلاث مرات، يوم الخميس، بشكل متتالي، تزامن الاستهداف الأول مع وصول الرتل العسكري الذي يحوي أسلحة ثقيلة وأليات.
وكانت قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة نقطة المراقبة التركية، في قرية شير مغار بريف حماة الغربي، الخميس، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية للقوات التركية إلى النقطة.
وقال عضو مكتب حماة الإعلامي عبد العزيز أبو البراء -الذي صور لحظة القصف على النقطة التركية- "سقطت حوالي ١٢ قذيفة مدفعية من حواجز النظام المتمركزة في تمانعة الغاب والكريم على رتل للقوات التركية الساعة العاشرة وعشر دقائق أثناء خروجها من النقطة التركية بعد تبديل العناصر والآليات، ولم تحدث أضرارا بالآليات العسكرية التي تابعت خروجها من النقطة باتجاه الشمال".
وأضاف أبو البراء في حديثه لبلدي نيوز، "ليست المرة الأولى التي نشهد فيها استهداف مباشر للنقطة التركية من قبل قوات النظام، بل تعرضت ذات النقطة للقصف خمس مرات سابقة، تسببت بجرح جنود أتراك، ما استدعى تدخل المروحيات لإسعافهم".
استهداف متكرر
وكررت معسكرات تتبع لقوات النظام استهدافها مؤخراً لنقطتي المراقبة التركية في شير مغار ومورك، ما تسبب بوقوع جرحى استدعت دخول مروحيات تركية للإخلاء، بالإضافة إلى نشوب حريق في عدة آليات داخل النقطة نتيجة القصف.
وأفاد مراسل بلدي نيوز بحماة، أن قوات النظام المتمركزة في حواجز سهل الغاب، قصفت بالمدفعية الثقيلة نقطة المراقبة التركية في قرية شير مغار غرب حماة، مشيرا إلى أن القصف تزامن مع وصول تعزيزات تركيا يحتوي على آليات ثقيلة ومعدات لوجستية إلى النقطة.
يشار إلى أن وزارة الدفاع التركية أعلنت في 16 الشهر الجاري، أنها ردت على القصف الذي نفذته قوات النظام ضد نقطة مراقبتها العسكرية في بلدة مورك، بريف حماة الشمالي، لافتة أن القصف تسبب بإصابة ثلاث جنود أتراك.
والثلاثاء الماضي، قال المتحدث باسم "حزب العدالة والتنمية" التركي، عمر جليك، إن بلاده سترد بحزم على اعتداءات النظام على نقاط المراقبة التركية في منطقة خفض التصعيد شمال غرب سوريا.
وقال "جليك"، "نقلنا للجانب الروسي أننا سنرد بحزم على الاعتداءات التي تطال نقطتي المراقبة التركية التاسعة والعاشرة، والتدابير التي اتخذناها في هذا الإطار".
حق الرد
ومن المنطقي أنّ أنقرة محرجة أمام مؤيديها في الشارع السوري والتركي، بسبب استهداف مواقعها.
وسبق لها أنّ توعدت وهددت بالرد على لسان وزارة دفاعها في 16 من الشهر الجاري.
وبحسب تصريحات المتحدث باسم "حزب العدالة والتنمية" التركي، عمر جليك؛ فإن بلاده سترد بحزم على اعتداءات النظام على نقاط المراقبة التركية في منطقة خفض التصعيد شمال غرب سوريا.
وقال "جليك"، "نقلنا للجانب الروسي أننا سنرد بحزم على الاعتداءات التي تطال نقطتي المراقبة التركية التاسعة والعاشرة، والتدابير التي اتخذناها في هذا الإطار".
وتفسير الرد من المنطقي أن يكون عبر تحركات سياسية في مقدمتها انحياز تركية شبه التام للمعسكر اﻷمريكي، وهو ما ﻻ تريده موسكو مطلقاً. إذ إنّ الرد لا يشترط له استخدام القوة في حالة الصراع الدولي.
أمر اعتيادي
عملياً؛ بات استهداف نقاط المراقبة التركية أمر اعتيادي، وهي سابقة جديدة ولم تكن موجودة، والمتابع للسياسة التركية في الفترة اﻷخيرة يجدها متوازنة، ومنسجمة مع مصالحها، وتلعب بحرفية.
بالتالي؛ لا يكمن تجيير "احتفاظها بحق الرد" على أنه حالة مماثلة لسياسات اﻷسد، ودليلاً على ضعفها، بل نستطيع الإشارة أنّ أنقرة تحاول عدم اﻻنجرار، وليس لديها رغبة في مزيد من التورط كون المراد منها ممارسة سياسية الانزلاق بغية الوصول لحد الصدام المباشر، والتعاطي معها يتطلب حنكة سياسية لا ردود أفعال عشوائية.
خاتمة
بالمجمل؛ باتت الرسائل المتبادلة واضحة، فمن جانب اﻷتراك يبدو أنهم يحاولون "ضبط اﻷعصاب"، لعدم الانخراط في الوحل أكثر، فيما بات واضحاً أنّ الضفة المقابلة، تسحب الحبل وتحاول جرّ أنقرة عسكرياً، لتوريطها.
والواضح أنّ المعارضة مستفيدة من الدعم التركي المحدود، إﻻ أنّ العلاقة بين حميميم ونقاط المراقبة تكاد تكون معدومة، ويبدو أنّ المصالح الروسية ستبقى تحت نيران المعارضة، ما بقي القرار سيادياً، وبعيد عن التجاذبات الدولية.