اعتصام طلابيّ يعيد الحراك السلمي إلى شوارع السويداء
بلدي نيوز – السويداء (خاص)
أمام تزمت حكومة الأسد وعدم عودتها عن قرارها في إعادة المدرسين الذين فُصلوا من عملهم نتيجة تخلفهم عن الخدمة العسكرية في جيش الأسد، يواصل طلاب السويداء اعتصامهم أمام مبنى المحافظة في المدينة، ويعتبر هذا الاعتصام هو الاعتصام الخامس للطلاب، ويأتي على خلفية فصل عدد من المدرسين من عملهم نتيجة تخلفهم عن الخدمة العسكرية، وقد جاب الطلاب شوارع مدينة السويداء، مطالبين بعودة مدرسيهم، ورفعوا لافتات كتب عليها "المعلم خط أحمر"، "لاتقربوا عالدراسة نحنا مش لعبة سياسة"... مؤكدين على ضرورة عودة المدرسين إلى عملهم، وأنهم سيواصلون اعتصاماتهم حتى عودة المدرسين إلى عملهم.
ناشطون في مدينة السويداء صرحوا لبلدي نيوز أن عدد الموظفين الذين فصلوا من عملهم في الآونة الأخيرة بالعشرات، بينهم محاضرون ومهندسون وأطباء ومدرسون، وأضافوا أن حكومة نظام الأسد بدأت تلجأ لمثل هذه الأساليب بعد عجزها عن سوق شباب مدينة السويداء للخدمة العسكرية عنوة.
وأفادت مصادر خاصة من السويداء لبلدي نيوز أن عدد المتخلفين عن الخدمة الإجبارية في المحافظة تجاوز حد الثلاثين ألفاً، فيما تجاوز عدد المتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية حد الخمسين ألفاً.
وما يميز اعتصام السويداء اليوم هو الغضب الطلابي الذي تحول لمسير جاب أهم شوارع المدينة. والجدير بالذكر أن مسؤولين تابعين لنظام الأسد حاولوا امتصاص غضب الطلاب في الاعتصامات الماضية بوعود بعودة المدرسين الذين تم فصلهم، ليتبيّن لاحقاً أنها وعود فقط لتهدئة الشارع الطلابي الذي أكد أنه مستمر حتى تحقيق مطالبه، حسب ما أفاد ناشطون لبلدي نيوز.
هذا ويذكر أن نظام الأسد ومنذ ظهور حركة مشايخ الكرامة وحتى بعد اغتيال الشيخ البلعوس لم يتجرأ على القيام بأي عملية اعتقال لشاب من شباب السويداء على خلفية تخلفهم عن الخدمة العسكرية، بل بات يعمد إلى فصل الموظفين فصلاً تعسفياً في محاولة لإرغامهم على الخدمة، فيما رجح ناشطون أن حكومة الأسد باتت عاجزة عن دفع رواتب موظفيها فصارت تلجأ إلى فصلهم من عملهم.
وتشهد المدينة في الآونة الأخيرة بعض النشاطات السلمية التي عادت بحرارة إلى الشارع، وارتفع صوت المطالب الطلابية في محاولة للحصول على الحقوق من خلال النشاطات والاعتصامات السلمية، فيما لم يجرؤ نظام الأسد على التصدي لأي من هذه الاعتصامات حتى اللحظة، وهو الذي اعتاد على سياسة التفجير والاغتيالات في السويداء التي همشها نظام الأب والابن طوال أربعين عام.