بلدي نيوز- (محمد وليد جبس)
تحلم الشابة "نسرين يسوف" من قرية الحويجة بريف حماة، بالوقوف على قدميها من جديد بعد أن أصابهما الشلل إثر شظية أصابت العامود الفقري، بقصف مدفعي لقوات النظام استهدف منزلها وأدى لاستشهاد والدتها وابنة عمها وعمها، وإصابة خمسة من إخوتها.
فقدت "نسرين" القدرة على الوقوف والمشي وحلمها بإكمال دراستها، ولا تعتبر الأولى في بلدتها التي تواجهها المآسي، إذ لا يوجد عائلة إلا ولديها شهيد أو معتقل أو مفقود أو مصاب أو خسر أحد أعضاء جسده.
وفي حديث لمراسل بلدي نيوز تقول: "خلال وجودي مع العائلة في منزلنا الكائن في قرية الحويجة بريف حماة، سقطت إحدى قذائف مدفعية النظام على منزلنا، وأصبت أنا بالإغماء إثر إصابتي بشظية في العامود الفقري".
وأضافت، "نقلت على إثرها إلى تركيا وعند استيقاظي من الغيبوبة علمت بأنني لم أعد أستطيع الوقوف على قدمي، لكن الصدمة الأكبر عندما سألت عن والدتي وعلمت أنها فارقت الحياة، إثر القصف وإصابة خمسة من إخوتي ولم يعد لدينا منزل".
وتضيف، "أصبحت مقعدة على كرسي متحرك، وننزح من منطقة لأخرى بسبب القصف وعدم توفر السكن، ووالدي رجل مسن وفقير وجميع إخوتي هم إناث لا يستطيعون العمل ليقدموا لي ولوالدي مصاريف العيش والأدوية والعلاج".
ولفتت إلى أنها الآن بحاجة لعلاج فيزيائي مستمر بحسب ما أكد طبيبها مؤخراً، وأن هناك أمل بالشفاء والوقوف مجدداً إن أكملت علاجها الفيزيائي، وتستدرك وتقول: "للأسف لا يوجد مراكز مجانية لهاذا النوع من العلاج في المنطقة التي أسكنها الآن مع عائلتي، وفي كل زيارة للطبيب نضطر لبيع شيئ مما نملك لسداد المبلغ المطلوب للطبيب".
وأشارت إلى أن الطبيب طلب من والدها قطع لتثبيت الركب ومعدات أخرى لإكمال مراحل العلاج، لكن الفقر حال دون ذلك، ولم يتمكن من شراء هذه المتطلبات.
وختمت "نسرين" حديثها لبلدي نيوز بالقول؛ "حلمي الوحيد الآن في هذه الحياة إكمال مراحل علاجي الفيزيائي، وآمل من الله أن يمكنني من الوقوف والسير على قدمي مجدداً والذهاب لمدرستي وإكمال حلمي في الدراسة برفقة زميلاتي التي حرمتني إصابتي رؤيتهن.
يشار إلى أن حالة "نسرين" ليست الوحيد من نوعها، فحالة الشابة "علا التمرو" من ريف إدلب الغربي تشبه بتفاصيلها ما تعيشه "نسرين"، لكن الأخيرة وافتها المنية لعدم استجابة المنظمات وتوفير العلاج لها.