بلدي نيوز – (فراس عزالدين)
صرح محمد سامر الخليل، وزير الاقتصاد في حكومة النظام، أن الأخيرة تعتمد على قدراتها المالية كحكومة ولم تتلقَ دعماً مالياً من أحد".
وقال الخليل، لوكالة "سبوتنيك"، إن سوريا لم تعتمد على القروض الخارجية في التمويل، إنما اعتمدت على قدراتها الذاتية، وأشار إلى أن دعم الحلفاء الروس والإيرانيين هو دعم عسكري وسياسي، نافياً الدعم المالي.
وأثارت تصريحات الخليل استنكاراً من الشارع السوري في الداخل المؤيد والمعارض، وراحت معظم التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، باتجاه السخرية من عبارة "قدراتنا الذاتية".
وعلّق أحدهم؛ "نسيت وﻻ أذكرك؟ لوﻻ إيران ولوﻻ روسيا كان سقط اﻷسد من زمان"، في إشارةٍ إلى تصريحات عددٍ من المسؤولين الروس واﻹيرانيين، التي دندنت على وتر المساعدات المالية وغيرها التي قدمت للنظام".
وتؤكد الأستاذة "رندة" المعيدة السابقة في كلية الاقتصاد لبلدي نيوز "أنّ عجلة الإنتاج في البلاد متوقفة تماماً"، وأردفت؛ "عن أي قدرات ذاتية يتحدث الخليل إذا كانت الدولة طيلة الفترة السابقة خارج سيطرة نظامه".
واستندت الأستاذة رندة، حسب كلامها، إلى التحقيق الاستقصائي لصحيفة "الغارديان" البريطانية، والذي كشف أن منظمة الأمم المتحدة منحت ملايين الدولارات لأشخاص ومنظمات مرتبطة شخصياً ببشار الأسد، تحت مظلة برنامج "المساعدات الإنسانية".
وأضافت؛ "يكفي أن نعرف أن حكومة النظام نهبت أكثر من 13 مليون دولار دفعتها الأمم المتحدة تحت مسمى تعزيز الزراعة والصناعة".
وتشير الكثير من التقارير اﻻستقصائية والتحليلات اﻻقتصادية إضافةً لتصريحات المسؤولين الرسميين (حلفاء اﻷسد)، أنّ الدعم المالي، وناقلات النفط، والطحين وغيرها؛ كانت سبباً كافياً لصمود النظام، ما يفند مزاعم الخليل، الذي يتبجح بقدرات نظامه، حسب وصف اﻷستاذة رندة.
وفي وقتٍ سابق ترجمة العربي الجديد تحقيقاً استقصائياً لصحيفة "الغارديان" البريطانية، كشف أنّ برنامج الصحة العالمي أنفق 5 ملايين دولار لدعم بنك الدم، الذي يخضع لسيطرة وزارة دفاع النظام، كما بينت بعض الوثائق أنّ وكالتين تابعتين للأمم المتحدة، على شراكة مع مؤسسة خيرية تترأسها أسماء الأسد، والتي أنفقت 8.5 ملايين دولار.
وفي السياق نفسه، دفعت منظمة "يونيسيف" ما يقارب 300 ألف دولار لمؤسسة البستان التي يملكها ويديرها رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، ومؤسسته تدعم عدداً من المليشيات التابعة للنظام. حسب وصف التحقيق.
يشار أن التحقيق السابق نشر في نهاية أغسطس /آب 2016، وليس بعد حديث الخليل، ما يفند مزاعمه، على اﻷقل من طرف اﻷمم المتحدة، حسب اﻷستاذة رندة.
ويعلق أحد رواد التواصل الاجتماعي على كلام الوزير؛ "يا شيخ... عيب تكذب وأنت بحضن الوكالة الروسية بكرا يستدعو معلمك، ويشدوا أذنه".
وتحدثت قناة "bbc" في تقريرٍ لها أنّ كلفة الدور الإيراني في سوريا حسب الباحث في الشأن السوري الدكتور نديم شحادة بلغ خلال سنة 2012 و 201 ما بين 14 إلى 15 مليار دولار بعد أن فقدت حكومة النظام جميع إيراداتها.
وبحسب شحادة؛ فإنّ تقدير إنفاق إيران في سنوات ما بعد 2013 صعب جداً لكنه قريب من الرقم الذي أعلنته الأمم المتحدة ( 6 مليارات دولار سنوياً).
يقول مراقبون؛ "على الخليل أن يخبرنا بشفافية ما هي قدرات الحكومة الذاتية؟".