بلدي نيوز- (ليلى حامد)
لن تنتهي حكايات السوريين المخضبة بآلام الحرب وفقدان الأحبة، وربما الأصعب هو المصير المجهول لبعضهم، بعد أن غيبتهم سجون النظام وسراديب وظلمة تنظيم "داعش" وبقية الأطراف المتصارعة، وليس آخرها من غيبتهم المعارك وباتوا في عداد المفقودين.
"راوية" الفتاة المهجرة من الرقة وفي حديثها لبلدي نيوز تشرح معانتها وجهادها في معرفة مصير خطيبها فتقول: "اختفت آثاره ومنذ أكثر من عامين وأنا لا أعرف عن مصيره شيء".
تقول راوية: "خطيبي سامر هو ابن خالي ضابط منشق عن جيش النظام بعد أن دغدغت الحرية مشاعره، استمرت خطوبتنا أكثر من سنة، ومنذ عامين أصيب في معركة صوران بحماة وفقد أثره بعد ذلك، وتفيد الأخبار بوفاته".
وأضافت، "باستشهاد خطيبي رحل من حياتي كل ما هو جميل، وضاع الحلم وأصبحت حياتي أشبه بتحصيل حاصل، حزنت كثيراً، ومع إصرار أهلي على النسيان وأن الحزن ﻻ يحيي عظام الميت، تقدم منذ عام ابن خالتي وصديق خطيبي السابق بطلب الزواج مني، استهجنت الأمر وفقدت صوابي، ولكن للأهل رأي آخر مفاده أن خطيبي صار في العالم الآخر، ولن يعود الزمن للوراء، وبالفعل تم الزفاف ورزقت بصبي سميته بناء على طلب زوجي باسم خطيبي سامر رحمه الله".
وبحسب "راوية"؛ "علمت منذ أسبوع بوجود سامر في تركيا، وهو فاقد الذاكرة ترعاه أسرة تركية، وأنه تعرض لإصابة في المعركة نقل على إثرها إلى الأراضي التركية برفقة أحد أصحابه، الذي آثر البقاء معه والعمل في تركيا ولم يتمكن من التواصل مع أهله لعدم معرفته بأرقام عائلة سامر".
وتضيف، "سامر ليس الضحية الأولى والأخيرة في الحرب السورية؛ فقد ضاع السوريون في خضم الغربة والعمل والبعد والحنين لنصبح أرقاماً في زمن الأوجاع".
وأردفت، "سعدنا بنبأ وجوده وأبكانا وضعه الصحي وفقدانه ذاكرته، حيث غاب الحلم وتلاشى في خضم الأيام السورية وثورتها التي دفعنا لها الغالي والرخيص، عشقنا وهوانا، أجسادنا وقلوبنا، تضحيات قاسية أبكت وجداننا علنا ننعم بعبق الحرية، ففاق الثمن الوصف مخيلة ومازال الألم".
تكفكف راوي دموعها وتقول؛ "سنحاول أن نعيده إلى هنا، عل ذاكرته تعود، ولكن ماذا لو عادت له ووجد حبيبته زوجةً لصديقه، تحمل طفلاً عمره من عمر مأساتهما ويحمل اسمه؟".