بلدي نيوز- إدلب ( ليلى حامد)
أثبتت السنوات الثمانية من عمر الثورة إمكانيات المرأة السورية داخل المناطق المحررة في التعامل مع الظروف وعدم اﻻستسلام لها، وبيّنت طاقاتها في تسخير المتوفر لرسم الابتسامة ضمن بيوتهن.
وتعتبر مائدة رمضان أحد الطقوس السورية التي اتسمت قبل الحرب بأنها "عامرة"، ومع محاوﻻت النساء المحافظة على شيءٍ من تلك العادات برز أمامهنّ تحدٍّ جديد.
تقول "سهام" إحدى ربات البيوت لبلدي نيوز، أنها استطاعت تأمين لقمة عيش جيدة لأسرتها بالتعاون مع زوجها، فكلاهما يصنعان العصائر الرمضانية (عرقسوس وتمر هندي)، ويبيعانها في السوق.
مؤكدةً أنّ؛ "ما يزيد من العصائر يوضع على المائدة، وأما عائدات البيع فتقسم بين تحضير وجبةٍ للإفطار، وثمن مواد لصنع العصائر في اليوم الثاني، وهكذا".
مضيفةً؛ "ﻻ نريد الربح، يكفينا الكفاف والإحساس بأننا نعيش طقوس رمضان ضمن المعقول".
وتزداد أعباء السوريات في شهر رمضان في إدلب، وخاصة اللاتي فقدن أزواجهن وأصبحن غالبية في مجتمعنا، وما بين إعالة اﻷسرة والعمل لجلب المال وتحمل ظروف التهجير والنزوح والفقر، يتجلى دورهن أيضاً كرباتِ بيوتٍ وطاهياتٍ يتعاملن مع الظرف بحكمة.
تقول الأرملة "رحمة" وهي شابة في الثلاثين من عمرها لبلدي نيوز، " لدي خمسة أولاد واعتمد على بعض المساعدات المتوفرة في المنزل في إعداد وطهو الطعام، وأتحايل من أجل تقديم لقمةٍ شهية بكلفةٍ بسيطة".
وتتابع رحمة؛ "أتسوق يومياً واختار ما قلّ ثمنه من الخضار والفاكهة، حتى نتم أيام صومنا بشيء من الأجواء الرمضانية التي تؤمن لصغاري البسمة عند الإفطار".
مستطردةً؛ "هناك الكثير من الوجبات التقليدية بكلفةٍ معقولة، ما يعطيني فرصةً لتحضير مائدة شهية بمكونات بسيطة وحسب مقتضى الحال، حيث أحضّر لهم على سبيل المثال، محشي البرغل، المحبب لدى أولادي، وبكلفة بسيطة، وهي أكلة من تراث منطقة أريحا يدخل الباذنجان والبرغل والحمص وبعض الخضار في تكوينها، ونستطيع التقليل من اللحمة والاستعاضة عنها ببعض الدهنة كنوع من التوفير التي تكسب المحشي طعمة ذكية".
وأضافت؛ "أتحايل على الطبخة فأحضر الكوسا الكبيرة الحجم والأرخص ثمناً، وكذلك الباذنجان الكبير، إضافة لوجود الحمص والبرغل في البيت، أما باقي الخضروات فأنا أحضر البندورة الأقل جودة لأنها أرخص بفارق 100 ليرة تقريباً، لتكون وجبة لذيذة وبكلفة معقولة".
يعتبرنّ أنفسهن مدبراتٍ يتحدين الظروف، عملٌ ومتعة وأمل، ساعدهنّ في كثيرٍ من اﻷحيان تراث الجدات ليس فقط في موائد رمضان وإنما في اﻻنتصار على معارك الحياة بأجمعها .