صوت من تدمر.. نظام الأسد ليس بأفضل من تنظيم البغدادي - It's Over 9000!

صوت من تدمر.. نظام الأسد ليس بأفضل من تنظيم البغدادي

Independent  - ترجمة بلدي نيوز
اسمي محمد الخطيب، ولدت وترعرعت في تدمر، وذهبت إلى الجامعة في حمص، ولكن عندما بدأت الدعوات في سورية للحراك الثوري، علمت أن علي العودة إلى مدينتي.
في بداية الثورة، قمنا أنا وأصدقائي بإنشاء ما يسمى بـ"تنسيقية تدمر" وهي مجموعة أسست لتنسيق وقيادة المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية، ولكن الوضع تصاعد بسرعة حتى خرج عن نطاق السيطرة، ولم تعد قوات الأمن داخل المدينة قادرة على السيطرة على الثورة المتصاعدة أو الصمود في وجه طوفان المظاهرات الذي عم البلاد، وقتل خلال تلك الاحتجاجات عشرات المتظاهرين على يد النظام السوري.
وبعد أشهر من الاحتجاجات، أرسل نظام الأسد قوات ضخمة تتألف من نحو50 دبابة و3.000 جندي للسيطرة على المدينة، وبعد أن اقتحمت تدمر من قبل الجيش السوري، علمت أنا وأصدقائي أن علينا الفرار من المدينة، ولكن بعد ستة أيام، ألقي القبض علينا من مجموعة من حوالي 30 جنديا من قوات نظام الأسد في المناطق الريفية المحيطة بالمدينة.
وغني عن القول، كيف كانت معاملة هؤلاء الجنود سيئة جدا، فقد تم صفعنا وضربنا واقتادونا إلى فرع الأمن في تدمر لبدء التحقيق، وكان الأسوأ لم يأتي بعد -فخلال الاستجواب والتحقيق، شهدنا كل أنواع العنف والتعذيب- والمثير للسخرية أن تهمتنا كانت المشاركة في المظاهرات والاحتجاجات التي كانت سلمية لأبعد الحدود.
ولم ينتهي التحقيق عند ذلك الحد، فقد تم تحويلي إلى ما يعرف باسم فرع الأمن رقم (291) في دمشق، حيث شاهدت عدداً لا يحصى من أساليب التعذيب، وبدا أنه لا مخرج لي من هذا الوضع، ولكن بعد سبعة أشهر، وبشكل لا يصدق، أطلق نظام الأسد سراحي.
عندما وصلت إلى تدمر، كان كل شيء قد تغير، شعرت بأني غير قادر على البقاء في المدينة، فهي لم تعد آمنة أبداً، وكان من المستحيل أن أعرف متى أو ما إذا كنت سأعتقل من قبل النظام مرة أخرى، وفي النهاية اتخذت القرار بمغادرة المدينة، والسفر مع مهربي البشر إلى تركيا.
ومن ثم هجم تنظيم الدولة على تدمر في أيار 2015، وذلك بعد مغادرتي المدينة، وكنت حزيناً جدا، لأني علمت أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الاستبداد والظلم نحو شعبي، وكما هو متوقع، فور وصلوهم المدينة، بدأوا بتطبيق سياساتهم الصارمة، فضمن قانون التنظيم، كل شيء ممنوع، ويعاقب كل من يخالف قواعدهم التعسفية إما عقابا شديدا أو يقتل.
وكان من الصعب العيش تحت سيطرة التنظيم، وأصبح أكثر صعوبة عندما بدأ الأسد في قصف المدينة، لأن النظام السوري يدعي أنه يستهدف التنظيم ببراميله وقنابله، ولكن في واقع الأمر، أكثر ضحاياه كانوا من المدنيين الأبرياء.
بعد أشهر من القصف، كان معظم سكان تدمر قد فروا إلى شمال وشرق سورية، ووفقاً للمرصد السوري، كان هناك أقل من 100 مدني في المدينة عندما تمكن النظام السوري من استعادة المدينة من التنظيم.
وحتى الآن رغم أنه من المفترض أن المدينة قد حررت من قبل جنود الأسد، إلا أن هناك أمل ضئيل بالنسبة لأولئك المدنيين النازحين لأن يعودوا إلى ديارهم؛ فهم يخشون قوات الأسد والميليشيات المرتبطة معه، كما وأعرب كثيرون عن خشيتهم من أن تقوم لجان الأمن الأهلية المرتبطة بالأسد باتهامهم بتعاونهم مع تنظيم الدولة، ومعاقبتهم -وفقاً لذلك- كما فعلوا في أماكن أخرى من البلاد.
ويدعي الأسد أنه أطلق هذه الحملة لحماية السوريين وتحرير مواقع التراث العالمي من التنظيم، ولكن قنابله وبراميله قد دمرت المدينة وآثارها بشكل أكبر بكثير مما فعل التنظيم.
ولذلك نحن، شعب تدمر، نرى أن نظام الأسد والتنظيم مجرمان، لارتكابهم مجازر ضد الإنسانية، وقتل الأبرياء وتدمير المدن والآثار التاريخية، بالإضافة إلى تهجير وتشريد آلاف المواطنين الأبرياء من خلال أعمالهم، حيث قاما باعتقال وتعذيب وقتل النشطاء السياسيين مثلي.
لا لم تتحرر تدمر مؤخراً.. بل تم نقلها من يد طاغية ليد طاغية آخر.. ولذلك، رسالتنا إلى الغرب والمجتمع الدولي هو: لا تتصرف كما لو كنت أعمى عن جرائم الأسد، وكما تقوم بمعاقبة التنظيم، يجب معاقبة الأسد على حد سواء، فهذه جوهر المشكلة في سورية، لأن كلا الطاغيتين هم أعداء الشعب السوري.

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

رأس النظام يعين فيصل المقداد نائبا له

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

تركيا تنفي تحديد موعد ومكان لقاء أردوغان وبشار