بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
تجدد شركات الانتاج الفني التابعة لنظام الأسد استنساخ التجربة القديمة والوقوع في مصيدة التكرار النمطي للأعمال التلفزيونية ﻻ سيما تلك التي تلامس البيئة الشامية، أو تلك التي تصور الواقع السياسي.
ويؤكد اﻹعلامي "حسين طاه" لبلدي نيوز، "أنّ معظم اﻷعمال الفنية تولد في غرف المخابرات، قبل مرورها على غرف الرقابة في وزارة اﻹعلام".
وأردف؛ "معظم ما يتم إنتاجه يحمل أبعاداً سياسية ورسائل داخلية للمجتمع، سبق أن تحدث عنها الممثل زهير رمضان على الفضائية السورية، وكأنه يلمح إلى مسألة غسيل الأدمغة".
وأضاف، أنّ جزء من اﻷعمال الرمضانية هذا العام مثل "باب الحارة، سلاسل ذهب، الحرملك، عطر الشام، شوارع الشام العتيقة"، تحكي عن زمن الاحتلال الفرنسي وصراع الرجل والمرأة، أو الخلافات في البيت الدمشقي ومطالبة المرأة بحقوقها.
ويقول الباحث اﻻجتماعي الدكتور محمد الشيخ؛ "المتابع لمعظم اﻷعمال الفنية السورية لاسيما تلك التي تحاكي البيئة الشامية، لم تخرج المسلسلات عن فكرة حرف مسار وعي الناس، وتزييف الحقائق".
وأردف؛ "من يعرف البيئة الشامية، يدرك حجم التماسك اﻷسري واحترام المرأة للرجل والعكس"، مشيراً إلى التناغم التام في اﻷسرة والحارة، معتبراً أنّ من جملة المغالطات التاريخية تصوير الاحتكاك بين النساء "الكنة والحماية" بطريقةٍ بعيدة عن الصواب".
منوهاً أنّ؛ "المسلسلات الرمضانية ذات الصبغة الشامية، وضعت المرأة خارج إطار العادات والتقاليد، وثمة تعمد ﻹبراز صورة نمطية ساذجة للمرأة، وفي بعض اﻷحيان تقديمها بصورةٍ مستفزة".
في حين تستمر سلسلة بقعة ضوء في تقديم الكوميديا السياسية الساخرة، والتي يقول عنها اﻹعلامي "حسين طاهر" أنها الهامش المسموح به للتنفيس.
ويعتقد أنّ معظم تلك المسلسلات ذات الصبغة الساخرة أو البيئة الشامية، لم ترق لتمثيل الشارع السوري، بقدر ما برز بوضوح استغلال النظام لمثل تلك اﻷعمال لتمرير رسائله الخاصة وإظهار بطولات ناس وأشخاص لم تكن بالواقع، عبر إسقاط أحداث تاريخية زمن اﻻحتلال على الواقع؛ اﻷمر الذي أخرجها عن سياقها العام.
وألمح الدكتور محمد الشيخ؛ إلى ظاهرة "اﻻنفتاح" والجرأة الذي تحاول الدراما السورية مؤخراً تقديمه على الشاشة عبر اللباس والطرح، تندرج في إطار التقليد اﻷعمى للنموذج التركي، الذي عرف مؤخرا،ً وهو مخالف في مجمله للبيئة السورية وقيم المجتمع المحافظ.
واقع الدراما السورية الرمضانية محكومٌ بقواعد فرضها واستغلها نظام اﻷسد، باعتباره المسيطر على حركة اﻹنتاج والشاشة، على أمل أن يرى الشارع واقعاً مختلفاً في المستقبل.