بلدي نيوز- (ليلى حامد)
شهد الشمال السوري ارتفاعا ملحوظاً في بدلات إيجار المنازل في الآونة الأخيرة، خاصة في بلدات "سرمدا، أطمة، الدانا، حارم، سلقين، وكفرتخاريم"، ليصل متوسط آجار المنزل بين 150 و300 دولار في الشهر الواحد، وخاصة عقب الهجمة الأخيرة للنظام وروسيا التي تسببت بموجة نزوح كبيرة.
ويستمر النزوح من القرى والبلدات جراء ما تشهد من تصعيد، ومع هذه الموجة ازدادت شكاوى العائلات النازحة من جنوبي إدلب وغربي حماة من جشع بعض أصحاب المنازل الذين لم تأخذهم رأفة بوضعهم الإنساني ومعاناتهم وفقر الحال لكثير من العائلات.
وفي الصدد؛ قال "أيمن الخلف" نازح من مدينة خان شيخون لبلدي نيوز؛ "خرجنا بأرواحنا، لم نصحب أغراضنا وتجهنا إلى الدنا، وعند البحث عن بيت للإيجار لاحظت جشع واستغلال البعض لوضعنا وحاجتنا لمأوى، حيث لم نعثر على منزل بآجار أقل من 200 دولار، الأمر الذي لا طاقة لي به، خاصة بعد أن تركنا أرزاقنا ومحاصيلنا هناك.
وأضاف، "أين الرحمة، هربنا من موت محتم، أين الجهات المسؤولة عن ضبط أسعار الإيجارات، حتى وإن كانت أملاكاً خاصة لماذا لا تضبط الأسعار؟".
أما النازحة "أم محمد" السيدة الستينية فتقول لبلدي نيوز؛ "بقي أولادي الشباب مع رفاقهم للدفاع عن أراضينا وبيوتنا وأرزاقنا، واصطحبت أنا نسائهم وأولادهم طلباً لأمنهم، وصدمت بأسعار الإيجارات للبيت المكون من غرفتين فقط، الذي تجاوز 100 دولار، لذلك عدنا للأراضي الزراعية؛ نفترش التراب في ظل غياب المساعدات لنا، نحن لا نريد سلة إغاثية بل نبحث عن مأوى".
بينما "أبو نواف" النازح من الهبيط فيقول؛ "كنا نجير الناس عندما يستجيرون بنا، ونأويهم ونحن سعداء، المشكلة الآن كل الناس بحاجة لحماية ولكن هذا لا يمنع تآلفنا وتعاضدنا ومساعدة بعضنا بشيء من الرحمة، فالبلاء الذي أصابنا كبير والمصاب عظيم، في هذه الظروف القاسية يجب علينا أن نحب بعضنا أكثر، لا أن نستغل ظروف البعض باعتبار النزوح موسم للربح لبعض الناس".
وقال الشيخ "أبو مؤمن" الذي جرب النزوح في مناسبتين؛ عندما نزح من معضمية الشام مرة ومن الكركات بحماة ثانيةً: "مرارة النزوح شبح كبير لن نتخلص منه ما دام فينا من لا يرحم ولا يجير، والحمد لله ليس كلهم من المنتفعين والجشعين، فبعضهم منح بيوتاً بحاجة إلى ترميم للنازحين دون مقابل، والبعض الآخر فتح بيته ليتقاسم مع إخوته قهر النزوح، والبعض قام بتأجير بيته بسعر بسيط، "لو الدنيا خليت خربت".
بين النزوح وجشع ضعاف النفوس وويلات الحرب والفقر، يتشكل ثالوث القهر ومعه حكايات لا تنتهي عن معناة السوريين، التي تنتظر عند نوافذ الأمل لمأساة طالت وتنتظر الحل.