بلدي نيوز – دمشق (محمد أبو الحسن)
إذا كان التاريخ خلد نيرون حارقاً روما فإنه سيخلد الأسد بائعاً سورية، فقد وُصِف الأسدُ على مر سنوات الثورة الخمس بأنه "هتلر الكاذب" ووُصِف إعلامه بـ"خليفة غوبلز".
لكن الأسد في لقائه الأخير مع وكالتي ريانوفوستي وسبوتنيك الروسيتين، أكد بأنه لن ينسى الدول الثلاث الكبار التي ساعدته في البقاء على كرسيه، "روسيا وإيران والصين".
التصريح الوحيد الذي لم يكذب فيه بشار الأسد خلال لقائه، هو أن مستقبل سورية اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً هو مستقبلٌ روسيٌ.
حيث صرح الأسد: "عملية إعادة الإعمار تعتمد على ثلاث دول أساسية وقفت مع سورية خلال هذه الأزمة وهي روسيا والصين وإيران".
كما خص في حديثة روسيا والشركات الروسية كمستثمر أساسي في إعادة إعمار سورية التي بدأت فعلا، حسب تصريحات الأسد "أعتقد أن المجال سيكون واسعاً جداً لكل الشركات الروسية المساهمة في إعادة إعمار سورية".
وأوضح بأن العديد من الدول التي وقفت ضد سورية خلال أزمتها، ستحاول إرسال شركاتها لتكون جزءاً من عملية إعادة الإعمار، لكنه سيفتح الباب لشركات الدول الصديقة فحسب.
حيث نوه الأسد أن "عملية إعادة الإعمار هي عملية رابحة بجميع الأحوال بالنسبة للشركات التي ستساهم فيها".
القواعد الروسية لم تغب عن حديث الأسد، فقد صرح بأن الدولة الوحيدة التي تمتلك قواعد عسكرية وستمتلك قواعد عسكرية مستقبلية لها في سورية هي روسيا، حيث جاء في كلامه: "أنا أتحدث عن روسيا لا توجد دولة أخرى لأن علاقتنا مع روسيا عمرها ستة عقود".
وأردف قائلاً "عندما تأتي قواعد روسية عسكرية إلى سورية فهي ليست احتلالاً بل على العكس هي تعزيز للصداقة وللعلاقة وتعزيز للاستقرار والأمن وهذا ما نريده"، تصريحات الأسد هذه جاءت رداً على سؤال وجهه له "عن قواعد أي دول تتحدثون؟".
اعتراف رسمي واضح، ربما أراد منه تقديم الولاء طواعية لروسيا.
سياسياً ما تزال الأمور تختلط على الأسد، إذ برأيه لا وجود لحكومة وحدة انتقالية في أي دستور بالعالم، لكنه تكلم عن حكومة وحدة وطنية، العقبة الأساسية في هذه الحكومة، هي توزيع الحقائب الوزارية على من لا خبرة لديه، فكيف سيدير أمور الناس؟
فقال: "هناك وزراء سيدخلون إلى الدولة ليس لديهم أي خبرة بالعمل الحكومي.. فكيف يديرون الشؤون اليومية للمواطنين.. هناك الكثير من الأسئلة التفصيلية التي لا بد أن تخضع للنقاش بيننا في جنيف".
السيادة الوطنية والتي طالما كانت محور خطابات الأسد لن تمس عندما يتدخل الروس، فالدعم العسكري الروسي ودعم الأصدقاء لسورية والإنجازات العسكرية السورية كلها ستؤدي إلى تسريع الحل السياسي وليس العكس، بحسب الأسد.
"ذهبنا إلى جنيف وما زلنا مرنين" قال الأسد، الذي اعتبر تقدمه العسكري على الأرض يؤدي إلى تسريع الحل السياسي وليس عرقلته.
وتابع "ما تم إنجازه في الجولة الماضية هو بداية وضع منهجية لمفاوضات ناجحة إن استمرينا بهذه المنهجية فستكون أيضا باقي الجولات جيدة أو منتجة".
ورغم دعم نظامه واحتضانه لما يعرف بالإدارة الذاتية، الأسد يكشف بأنه "لا أعتقد أن سورية مهيأة لفيدرالية، لا توجد عوامل طبيعية لكي يكون هناك فيدرالية، نحن كدولة نقول إن ما يوافق عليه الشعب هو ما نوافق عليه".
فما يزال الشعب -الذي ثار 90% منه على الأسد وعاقبه الأخير على ثورته- هو مصدر القرار الأول والأخير في سورية.
الدستور السوري الجديد جاهز والخبراء موجودون، لكن ما يعيق الأمر بحسب بشار الأسد "ما هي العملية السياسية التي سنصل من خلالها لمناقشة الدستور".
فعلى ديمستورا أن يجيب بشار الأسد عن ماهية المعارضة التي وصفها الأسد بـ"القوى السياسية" عندها يمكن التفاوض وإلا بحسب ما صرح الأسد فإن "شهر آب القادم هو زمن جيد وكاف".