بلدي نيوز
تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن معاناة العديد من الأجانب، ممن لهم أقارب سافروا للعيش في الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش، أدت إلى فقدان الاتصال بأقاربهم وعدم التمكن من معرفة مصيرهم النهائي.
من بين هؤلاء السويدي باتريسيو غالفيز، والذي سافرت ابنته أماندا بصحبة زوجها، قبل خمس سنوات بعد أن اعتنقت الإسلام للعيش في سوريا.
وتُعد أماندا، واحدة من عشرات الآلاف من الأجانب الذين انجذبوا للتجربة التي أقامها تنظيم داعش، بعد أن أعلن الخلافة التي امتدت لتشمل العراق وسوريا.
قُتلت أماندا وزوجها، مخلفين وراءهم سبعة أطفال، تتراوح أعمارهم بين السنة و8 سنوات، جميعم محاصرون في مخيم أُقيم شمال شرق سوريا.
وقال باتريسيو للصحيفة، قبل أسبوع من توجهه إلى سوريا لمعرفة مصير أحفاده "لم أتمكن من إنقاذ ابنتي.. لكن لدي فرصة الآن لإنقاذ أطفالها، وسيكون هذا خلاصي".
ويوجد في سوريا ما يقارب 7,000 قاصر، ينحدرون من أكثر من 30 دولة، وذلك بحسب إحصائيات منظمة "أنقذوا الأطفال"، مصير هؤلاء ما يزال غامضاً، حيث ترفض أوطانهم استقبالهم، بسبب انتماء أبويهم للتنظيم، وهم عرضة في الوقت نفسه للتجنيد من قبل بقايا التنظيم.
وتنظر الحكومات الأوروبية إلى الموضوع من الناحية السياسية، في السويد على سبيل المثال، أظهر استطلاع للرأي أن 54% من السويديين عارضوا استقبال الأطفال الذي نشؤوا في الأراضي التي سيطرت عليها "داعش"، مقابل 23% ممن أيدوا استقبالهم.
ويبرر باتريسيو نظرته المختلفة لأحفاده في سوريا، قائلاً "إنهم أبرياء. المعتقدات الخاطئة لا تنتقل بالدم"، الجد الذي انضم في شبابه لتجمعات شيوعية، هاجر إلى السويد منذ ثلاثة عقود قادماً من تشيلي، و تزوج فور وصوله إلى السويد وفي 1990 أنجب ابنته أماندا.
واعتنقت أماندا الإسلام عندما بلغت 18 عاماً، تخلت حينها عن التمثيل، الذي كانت تحبه، بسبب التزامها الديني الجديد، يقول باتريسيو "بدأت أشعر وكأنني فقدتها بالفعل".
تزوجت من مايكل سكرومو، وهو نرويجي، نشأ في السويد واعتنق الإسلام وعرف عنه ميوله المتطرفة. تمكن زوجها من تغيير طريقة حياتها، حيث حاولت إقناع والدها باعتناق الإسلام وغيرت من طريقة لباسها لترتدي النقاب.
وأنجبت طفلها الأول، عندما كانت 21 عاماً، بعد عام فقط من زواجها، ومن ثم أنجبت طفلاً آخر، ثم توأمين من البنات. لم تَسلم ابنته من المعاملات العنصرية بحقها بسبب طريقة لباسها، إذ يعتقد باتريسيو أن المعاملة السيئة هي التي دفعتها لتتخذ منحى متطرف وتغادر السويد.
أخبرته في صيف 2014 نيتها الذهاب إلى تركيا لقضاء إجازة هناك، وفي أيلول من العام نفسه، خبرته أنها ستؤجل عودتها إلى السويد، مدعية أن زوجها يحاول العثور على فرصة عمل كطباخ في تركيا، حيث أرسلت صورة المنزل الذي كانت تقيم فيه، غير أن صورة المنزل لم تكن في سوريا وطموحات زوجها لم تكن للعمل كطباخ.
اشتهر زوجها، بعد أن انضم "لداعش"، وهدد بشن هجمات تستهدف السويد وحث المسلمين في جميع أنحاء الدول الإسكندنافية على المجيء إلى الخلافة.
ويعد زوجها واحداً من أصل 300 سويدي سافروا للانضمام إلى التنظيم، حيث تناقلت الصحف صوره وهو يحمل الكلاشينكوف في إحدى ذراعيه وابنه الأكبر في الذراع الآخر. إذ أنجبت أمانداً، في سوريا ثلاثة أطفال.
وبعد أن تمكنت قوات"قسد" من السيطرة على الرقة في نهاية 2017، لاحظ باتريسيو تغيراً في نبرة ابنته، بحلول صيف 2018 كتبت له تستجدي الحصول على المال، لتتمكن من إطعام أطفالها.
تلقى رسالة في 3 كانون الثاني من والدة أماندا التي انتقلت للعيش معها في الرقة قبل مغادرتها، قائلة "عادت ابنتنا إلى الله ولم تعد معنا" حيث يُعتقد أنها قصفت بغارة جوية.
وتحولت مهمة الجد لإنقاذ الأطفال وشعر أن من واجبه التدخل لإنقاذهم، خصوصاً بعد أن قتل زوج ابنته في آذار، جراء رصاصة بالرقبة.
سافر إلى الحسكة باحثاً عن أحفاده في المشفى هناك وانتقل فيما بعد لمخيم الهول، حيث يقيم بقية الأطفال الستة. يقيم باتريسيو في فندق في أربيل، وينتظر موافقة السلطات في السويد على منحه الموافقة لإعادة أحفاده إلى وطنهم الأم.
المصدر: أورينت نت