بالنكتة والفكاهة.. هكذا يواجه السوريون أزماتهم - It's Over 9000!

بالنكتة والفكاهة.. هكذا يواجه السوريون أزماتهم

بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
يواجه المدنيون في مناطق النظام الأزمات المتلاحقة بروح الدعابة، بعد أن عصفت بهم جملة من الضغوطات الاقتصادية وما لحقها من معاناة من جراء أزمة المحروقات، وغلاء الأسعار في المواد الأساسية.
انتجت الثورة خلال السنوات الفائتة أشكالا مختلفة من التعبير والاحتجاج، جربها السوريون جميعها، وقابلها النظام بأسلوبه المعتاد بالحديد والنار، إلى أن لجأوا إلى النكتة كأحد أشكال الاحتجاج.
وتظهر حمص بوصفها إحدى المدن السورية المعروفة بروح الفكاهة والنكتة في مواجهة مشاكل الحياة، فضلا عن تصدير شعارات الثورة الفكاهية عن طريق قاشوش حماة بأهازيجه التي انتشرت وطالت رأس النظام وحاشيته.
بالعودة إلى ما يعيشه المواطن في مختلف مناطق النظام؛ نجد موجة من الغضب لدى الشارع الموالي الذي استخدم الفكاهة أيضا وسيلة للتعبير عن احتجاجه، وسبق أن نشر الفنان باسم ياخور الموالي على صفحته فيسبوك، صورة وهو يحتضن أسطوانتي غاز، عنونها بقوله "ومن الحب ما قتل، العشق الممنوع".
وخلال رصد بعض الردود والتعليقات؛ حسن موظف في إحدى دوائر النظام يرى أنّ المتنفس الوحيد للشارع هو النكتة، أما سوزان وهي ربة أسرة، فتشبه ما تعيشه من أزمات بالمتلازمةٍ التي أرخت ظلالها على حياة الناس جعلت الهروب من الواقع باتجاه التهكم والسخرية".
وضجت مواقع التواصل بجملة من التعليقات الساخرة، فقد نشر موقع صاحبة الجلالة الموالي صورةً لها دلالاتٍ عميقة، وبحسب النشطاء؛ الموقع لم يعلق إلا بعبارةٍ صغيرة، وهي "على مفرق الكازية وسمايل".
الصورة التي نشرها الموقع تظهر سيارة كتب على زجاجها الخلفي؛ "سألتك حبيبي لوين رايحين، خلينا خلينا ما في بنزين"، في إشارةٍ صريحة لأزمة البنزين.
أما الباحث الاجتماعي الدكتور "م. ش"، والذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية فيقول؛ "المشهد السوري التراجيدي يعيد إلى الأذهان، طريقة الفنان المصري نجيب الريحاني، الذي يقول عنه النقاد بأنه امتاز بالالتفاف على الألم بالفكاهة".
وأضاف؛ "الواقع يكاد يكون مشابهاً، بعد تحول الشارع السوري إلى النقد اللاذع بالنكتة، لكن ذلك بتقديري أمرٌ خاطئ، إذ يراد تحويل المسألة وجرها إلى هذا المكان، لأشغال الشارع عن التحرك الحقيقي، فالمشرع السوري عليه أن يطلق التشريعات، وعلى الناس تلقيها بقبول ضمني، فيما يكون النقد ضمن حدود السخرية الكلامية".
فيما يرى البعض أنّ السخرية والنقد لحكومة النظام يعتبر طريقاً محرماً، ومن يسلكه عليه أن يتحمل تبعاته، في إشارةٍ إلى طريقة تعاطي أجهزة الأمن مع الشارع.
ويذكر الدكتور "م. ش" قصة البائع الجوال الذي تم اعتقاله إبان وفاة حافظ الأسد، بعد مناداته بصوتٍ مرتفع خلف عربة الفاكهة التي يمتلكها "آخر أيامك يا مشمش"، والتي اعتبرت إهانةً علنية لشخص "الأسد".
يشار إلى أنّ الفنان السوري ياسر العظمة، جسد في إحدى لوحاته من مسلسل مرايا، الواقع الذي يعيشه السكان سياسياً واجتماعياً، في سكيتش حمل عنوان؛ "الوالي سكجك" و"ديوان النكتة".

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية

"الشبكة السورية" تطالب بمحاسبة الأسد في الذكرى الـ11 لهجوم الغوطة الكيميائي