بلدي نيوز
كشفت صحيفة "تلغراف" البريطانية، أن أكثر من ثلاثين طفلاً بريطانياً، ولدوا في مناطق سيطرة تنظيم "داعش" سابقاً، يعيشون في مخيمات مقامة في سوريا، بينهم ثلاث فتيات أخذتهن والدتهم إلى سوريا قبل أربع سنوات.
وناشدت جدة الفتيات الحكومة البريطانية لإعادة الأسرة بعد أن علمت بواسطة الصحيفة أن ابنتها وأحفادها ما يزالون على قيد الحياة.
وقالت تشارلين جاك هنري - 51 عاماً، إنها لم تتلق أي رسالة من ابنتها منذ اختفائها في عام 2015 بصحبة زوجها الذي قرر الالتحاق بصفوف التنظيم.
وقالت "أحفادي بريطانيون. ولدوا هنا، ويجب أن يعودا إلى هذا البلد.. لم يولدوا في سوريا. على السلطات الذهاب إلى هناك وإحضارهم. عليهم أن يعيشوا هنا. هم أبرياء ولا دخل لهم في كل هذا".
بريطانيون بلا جنسية
وبحسب الأسماء المسجلة في المخيمات، يوجد ما لا يقل عن ثلاثين طفلاً مولدين لأبوين بريطانيين عالقين في مخيمات اللاجئين المترامية الأطراف في سوريا.
ويعتبر الرقم الجديد، ضعف الرقم السابق، ما يعني زيادة الضغط على الحكومة البريطانية لبذل المزيد من الجهود لإنقاذ الأطفال الذين وقعوا ضحية الصراع.
وكان ساجد جاويد، وزير الداخلية البريطاني، استخدم صلاحيات خاصة لإلغاء جوازات السفر لعدد من البريطانيين بما في ذلك (شيماء بيجوم – 19 عاماً)، التي هربت إلى سوريا بصبحة طالبتين أخريين في 2015.
تحول هؤلاء بموجب قرار وزير الداخلية إلى أشخاص بلا جنسية. وقالت والدة نيكول إنها لا تدري ما هو وضع جنسية ابنتها إلا أنها أكدت على ضرورة عدم معاقبة الأطفال على أخطاء فعلتها والدتهم.
وقالت "أنا متأكدة من أن ابنتي أُجبرت على الذهاب" وأضافت "بالطبع، سأهتم بالأطفال، هم عائلتي ونحن نحبهم كثيراً. يجب أن يكونوا معنا".
تنحدر ابنتها من عائلة مسيحية، إلا أنها التقت بزوجها والذي يعود لأصول صومالية، وأقنعها بالتحول إلى الإسلام.
ووجهت نداء خاص إلى وزير الداخلة قائلة "أنا قلقة جداً بشأن العائلة، خصوصاً الأطفال. لا أفهم لماذا سجلوا ثلاثة أطفال فقط. وأخشى أن يكون إسحاق قد شارك في القتال".
70 طفلاً أسترالياً
مصادر استخباراتية أكدت للصحيفة إن الأب ذهب إلى العراق وسوريا مع أسرته ومصيره إلى الآن غير معروف. وتعرض وزير الداخلية لانتقادات عديدة بسبب حرمانهم من الجنسية ومنع إعادة توطين الأطفال البريطانيين العالقين في الحرب، وذلك عقب وفاة نجل شيماء بيجوم البالغ من العمر ثلاثة أسابيع، في مخيم للاجئين الشهر الماضي.
وتوفي أكثر كم 215 طفل منذ بداية العام في مخيمات التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وتحتجز بها ألاف الأسر جلهم أطفال ونساء في ظروف إنسانية غير صحية وسط انعدام الرعاية الحصية والأمان الغذائي.
وينتقد كثيرون سياسيات الدول الغربية جراء عدم تفاعلها السريع لإعادة الأطفال من أباء قاتلوا في تنظيم "داعش" إلى بلادهم، معتبرين أن بقاءهم في تلك المخيمات يعرضهم للخطر واعتناق إيدلوجيا راديكالية.
من بين الأطفال البريطانيين، يوجد ما لا يقل عن 12 طفل ولدوا في بريطانيا، في حين أن البقية لهم الحق في الحصول على الجنسية البريطانية لأن أمهاتهم مواطنات بريطانيات.
وبحسب تقرير لصحيفة "غارديان"، يوجد في المخيمات ما لا يقل عن 70 طفلاً أسترالياً، كان آبائهم يقاتلون إلى جانب التنظيم قبل سقوطه.
ودعت منظمة "إنقاذ الطفولة" المرشحين في الانتخابات الأسترالية إلى الالتزام بإعادة الأطفال الأستراليين وذلك في رسالة أصدرتها المنظمة حثت فيها على إعادة الأطفال الذين "يعانون في مخيمات خطيرة شمال شرق سوريا.. وليس لديهم ما يكفي للغذاء".
المصدر: أورينت