عام على مجزرة كيماوي دوما.. شهود يروون ما حدث "ليلة الجحيم" - It's Over 9000!

عام على مجزرة كيماوي دوما.. شهود يروون ما حدث "ليلة الجحيم"

بلدي نيوز - (عمران الدمشقي)
يصادف اليوم السابع من شهر نيسان ذكرى مضي سنة كاملة على استهداف قوات نظام الأسد لمدينة دوما بالغاز الكيماوي التي أدت إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات ممن هرعوا إلى الملاجئ هرباً من القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة أثناء حملة اجتياح الغوطة الشرقية.
الموتُ خنقاً
في يوم السبت الموافق للسابع من نيسان من عام 2018، بعد حملة قصف عنيفة استمرت ثلاثة أيام، حلقت طائرتان مروحيتان في سماء مدينة دوما، وألقتا برميلين محملين بغاز الكلور السام على الأبنية السكنية وسط المدينة.
ويصف أحد الشاهدين على القصف الكيماوي "أبو زياد الزريع" ما حدث بالقول إنها "ليلة من الجحيم".
ويضيف "عند الساعة 8:45 مساءاً استهدفت قوات النظام حي "القصارنة" بمدينة دوما ببرميلين عبر مروحيتين ولم تستطع فرق الإسعاف والمدنيين من معرفة ما حدث للتو بسبب حجم القصف الجوي والمدفعي العنيف على المدينة بشتى أنواع الأسلحة".
ويضيف في حديثه لبلدي نيوز، "كان القصف في تلك الليلة هستيريا، وبين القذيفة والغارة الجوية ثانية واحدة فقط"، وأشار إلى أنه بعد هبوط البرميلين بدأ انتشار رائحة كريهة في عموم أرجاء المدينة، وتوجهت فرق الإسعاف إلى مكان الاستهداف، وشاهدوا خروج الزبد من أفواه الأطفال والنساء وهذا دليل أنهم استشهدوا خنقاً وعلمنا في لحظتها أن النظام استهدف المدينة بغاز الكيماوي، وبدأت فرق الإسعاف بنقل المدنيين إلى النقطة "واحد" في حي عبد الرؤوف بدوما.
عجز الملاجئ
بدأت قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة له والطيران الروسي بالحملة العسكرية الشرسة في شباط عام 2018 للسيطرة على الغوطة الشرقية، ولجأ جميع الأهالي إلى الاحتماء بالملاجئ تحت الأرض هرباً من الصواريخ، إلا أن تلك الملاجئ لم تقدر على حمايتهم من الكيماوي.
يقول الناشط الإعلامي "مؤيد الأحمد" لبلدي نيوز، الذي التقط بعدسته صور ضحايا الاستهداف: "كنت في أحد الملاجئ وكان بيدي قبضة أسمع من خلالها أماكن استهداف القصف في مدينة دوما، وفجأة عمم أحد الأشخاص على قبضة اللاسلكي أن برميلين محملين بغاز الكيماوي سقطا في حي "القصارنة" ولكن لم نقدر الخروج من باب الملجئ بسبب القصف العنيف، وبعد بساعة توقف القصف لمدة نصف ساعة وهرعنا إلى مكان القصف بالكيماوي".
"أطفال ونساء بالعشرات ملقون على الأرض" بهذه العبارة وصف "الأحمد" المشهد الذي رأه داخل أحد الملاجئ وبدأ بتوثيق ما شاهده بعدسته وبدأت فرق الإسعاف بانتشال الشهداء وإسعاف المصابين برش المياه عليهم في محاولة لإنقاذهم من الاختناق، إلا أن "الأحمد" أُصيب بحالة اختناق من قوة الرائحة المنتشرة لتنقله فرق الإسعاف مع المصابين.
قصف النقطة الطبية
بعدما هرعت فرق الإسعاف إلى مكان الاستهداف وبعد توقف القصف لنصف ساعة، بدأت طائرات مروحية باستهداف سيارات الإسعاف وقصف النظام للمدينة بالقنابل المضيئة، وأفاد المتطوع في الدفاع المدني وأحد المسعفين "منصور أبو الخير" لبلدي نيوز "علمنا في نقطتنا استهداف النظام للمدينة بالكيماوي بعد انتشار الرائحة، لكننا لم نتمكن من الذهاب للإسعاف بسبب القصف العنيف، وبعد ساعة من الاستهداف وتوقف القصف جزئياً هرعنا لإسعاف الجرحى في الملاجئ وانتشال الشهداء".
يقول أبو الخير: "طائرات تلاحقنا من الجو والصواريخ تستهدفنا أثناء نقلنا للمصابين إلى النقطة الطبية "واحد" والتي لم يبق غيرها في المدينة بعد استهداف الطائرات لجميع المشافي والنقاط الطبية في المدينة خلال الحملة العسكرية الشرسة".
ويضيف في شهادته أن "المصابين بالغاز الكيماوي كانوا يعانون من ضيق صدر حاد وصعوبة كبيرة في التنفس، ولم يستطع الأطباء والممرضين في النقطة الطبية سوى رش الماء عليهم وغسلهم بالماء وإعطائهم حقن مضادة للاختناق وموسعة للقصبات الرئوية".
يُذكر أن حصيلة الشهداء الذين تم توثيقهم واستشهدوا بغاز الكلور السام كان 43 مدنياً منهم 12 طفلاً و 15 امرأة، وإسعاف مئات المصابين دون وجود رقم محدد بسبب الكم الهائل في لحظتها وربما ارتفعت الأرقام بعد ذلك لأنه حصل تهجير لناشطي المدينة بعد يوم من الهجمة.

مقالات ذات صلة

خسائر من قوات النظام باشتباكات مع التنظيم بريف دير الزور

نتنياهو: سنقطع الأوكسجين الإيراني عن حزب الله الذي يمر عبر سوريا

قصف مجهول يستهدف معبر أبو الزندين شرق حلب

غارات إسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران بمحميط دمشق

النظام يوصل قصفه على ريفي إدلب وحلب

خلافات التطبيع تطفو على السطح.. "فيدان" يكشف تفاصيل جديدة بشأن علاقة بلاده مع النظام