"العدالة المنتظرة" أول وثائقي يروي مجزرة "دوما" - It's Over 9000!

"العدالة المنتظرة" أول وثائقي يروي مجزرة "دوما"

بلدي نيوز - (خاص)
مضت سنة على استيقاظ السوريين والعالم على مجزرة مروعة في مدينة دوما بريف دمشق، استخدم فيها نظام الأسد الأسلحة الكيميائية المحظورة دولياً، وراح ضحيتها أكثر من ٤٣ شخصاً أغلبهم نساء وأطفال.
ففي يوم ٧ نيسان/أبريل ٢٠١٨، قصفت قوات النظام من مطار "التيفور" العسكري مدينة دوما بغاز الكلور السام، مما أسفر عن إصابة ألف شخص حسب منظمة الإغاثة والرعاية الطبية السوري.
وأكدت وقتها مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة "نكي هيلي" أن واشنطن سترد على الهجوم الكيميائي للنظام السوري على مدينة دوما في ريف دمشق، وقالت إن "الوقت حان لأن يرى العالم أن العدالة تحققت"، ووصفت من قام بالهجوم بأنه "وحش"، وأن الولايات المتحدة مصممة على رؤية هذا الوحش الذي أطلق قنابل كيميائية على الشعب السوري ويجب أن يحاسب على أفعاله".
ولكن ما زالت العدالة على أبواب المحاكم، لهذا في السنة الأولى للمجزرة ترى مخرجة فيلم "العدالة المنتظرة" ريتا إسحاق، أن المحاكم تأخذ زمناً طويلاً وأرادت أن تثبت للرأي العام العالمي أن التاريخ لا ينسى وتثبت للعالم بالحقائق ما جرى.
وسيبث الفيلم الوثائقي الأول من نوعه ليروي الفاجعة التي حدثت في مدينة دوما، عبر لقاءات حصرية لمن نجا منها، وكان شاهداً عليها، ليبقى نقل الواقع الأليم من ألسنة الناجين دليلاً على صدق ما حدث عكس ما يروج له النظام من تضليل للحقائق عبر التعطيل لدخول الفرق الدولية وشهادات الزور.
أرادت مخرجة فيلم "العدالة المنتظرة" ريتا إسحاق تسليط الضوء على مجزرة الكيماوي في مدينة دوما من خلال أول فيلم وثائقي يحاكي واقع ما حدث من خلال شهادات الناجين من المجزرة، وقالت في حديث خاص لبلدي نيوز: "أردت تسليط الضوء برؤية بصرية من خلال الفيلم، لأن القضايا المرفوعة في المحاكم الدولية تأخذ مجرى طويلاً في الإدانة والمحاكمة، والرأي العام يقصر هذه المسافة، لذلك آثرت أن أعمل فيلماً وثائقياً أعرض فيه شهادات حقيقية تخرج على العلن وتتحدث عن قصتها".
وأضافت مخرجة الفيلم "طرقنا باب الرأي العام من خلال الفيلم لما له من تأثير في خروج المظاهرات والتنديد لما حصل، ووقفات تضامنية بوجوب إدانة المجرم الحقيقي".
وترى أن رسالة الفيلم هي طرق باب الرأي العام لأنه يقصر المسافة، وأن الهدف منه إظهار الحقيقة وتوثيق تاريخي لما حدث حتى لا يذهب حق الضحايا.
وقالت إسحاق "تعاونت مع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، ووجدت من خلالهم قاعدة بيانية مهمة، للعديد من الصور التوثيقية المهمة للمجازر الكيميائية في سوريا، وعملنا أن تكون هناك شراكة بيننا، وإظهار كمية التوثيقات الموجودة في المركز المخبأ بأوراق معطاة لفرق التحقيق".
وتنوه المخرجة أن هذه أول مرة يتم العمل على مثل هذه الجرائم بطريقة الفيلم الوثائقي.
وقالت إن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا يعنى وبشكل مخصص باستخدام الأسلحة الكيميائية وكان هذا بوابة جديدة لعمل فيلم وثائقي لنخرج بشهادات حقيقية لأشخاص يتحدثون عن قصتهم.
وفي السياق، أوضحت "إسحاق" أن فكرة الفيلم هي إظهار ما جرى عبر الشهود؛ ففي سوريا من يظهر ويتحدث عن قصته يعلم جيداً أن حياته مازالت في خطر، وقبول الضحية أن تظهر، وتتحدث عن نفسها، وتصرح للفيلم بعد كمية كبيرة من التهديدات، خصوصاً أنه حصل شهادات زور كبيرة في محكمة الجنايات الدولية من قبل سوريا وروسيا، وجاءت تصريحات الفيلم معاكسة ضربت عرض الحائط كل ما خططوا له.
وتضيف مخرجة العمل "نأمل من الفيلم أن يلاقي صداً للرأي العام، ويغير من سير المحكمة الدولية، ويسرع في إجرائها لإدانة المجرم، ولكن إن لم يحدث ذلك يبقى أننا وثقنا تاريخياً ما حدث، وأن هناك شهودا تحدثوا عما حصل كي لا ينسى حقهم.
وتختم إسحاق بالقول "أنا كمخرجة فلسطينية يؤلمني أن أخرج فيلماً يتحدث عن مجازر بين إخوة.. هي مجازر جداً صعبة لأنهم من أبناء شعب واحد، هذا فرق موجع ومؤلم جداً فرق أيديولوجي وثقافي بكل المعايير، المجازر التي تحدث بين الإخوة صادمة جداً سينبع منها الحقد، وهي أشد خطورة من مجازر الصهيونية؛ فهي من نفس الدم والعرق وهي صادمة أكثر، بينما الصهاينة في أرض فلسطين اغتصبوا هذه الأرض أمام العالم أجمع والمجازر التي ارتكبت بين مغتصب وصاحب أرض".

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا