بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
شهدت أسواق مدينة إدلب، شمال سوريا، انتشار لفطر "الكمأة" مع الباعة الجوالة والتي عادةً تظهر بعد الأمطار الموسمية، في الأماكن الصحراوية، وسط إقبال خجول من قبل السكان لغلاء سعرها.
الكمأة في إدلب
من تدمر إلى أسواق إدلب دخلت "الكمأة" على استحياء كما يقول أحد الباعة الجوالين، ليلفت إليها اﻷنظار، لكن دون جدوى. "أطيب من اللحمة الكما... أطيب من اللحمة"؛ بتلك العبارة تجوب احدى السيارات أمام ساحة الساعة وسط إدلب، ينادي صاحبها على بضاعته القليلة من الكمأة، يستوقفه المارة للمشاهدة والمضي في طريقهم.
أسعار الكمأة
يختلف سعر الكيلو غرام الواحد من الكمأة بحسب حجمها ونوعها، فهي تبدأ من أربعة آﻻف ليرة سورية، إلى ما يفوق السبعة آﻻف ليرة سورية، أي بما يعادل 4 إلى 7$ تقريباً حسب سعر الصرف.
في حين وصل سعر الكيلو وسط العاصمة دمشق إلى 1500 ل.س، قبل أسبوعين تقريباً. لتعاود اﻻرتفاع ويصل سعرها إلى 3500 ل.س للكمأة العادية، وأمّا البنية والسوداء فقد وصل سعر الكيلو غرام منها ما بين 4200 - 5300 ل.س، بحسب صحيفة الوطن الموالية للأسد.
"أبو أحمد" أحد الباعة في سوق الخضار بمدينة إدلب يقول لبلدي نيوز؛ "موسم الكمأة هذا العام كان جيداً لكن اﻷسعار تكذب الواقع، شخصياً لم أدخلها إلى دكاني، فزبائني ليسوا من اﻷثرياء، وﻻ يحتمل الحال خسارة عدم المقدرة على تصريفها"، مضيفاً بطريقةٍ ساخرة؛ "الفقير من زمان إلى اليوم ما ﻻزم يعيش غير على البطاطا".
بينما تعتبر إحدى السيدات من مهجري ريف دمشق كما تقول لبلدي نيوز؛ "معظم الفواكه والخضروات باتت من الكماليات، ومن الطبيعي أن تنافس الكمأة لتدخل في ذات القائمة".
أنواع الكمأة
تعتبر "الكمأة" إحدى أصناف الفطريات التي لا تزرع وتنبت لوحدها تحت سطح الأرض، ويرتبط ظهورها بالرعد، كما تتنوع أصنافها وأحجامها، فمنها البنية والبيضاء والسوداء، وبعضها يصل حجمه كحبة البندق، وتكبر ليزيد حجمها عن حبة البطاطا، وعادة ما يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 غرام.
وتمتاز الكمأة بفوائدها الطبية وقيمتها الغذائية وطعمها الذي يجعلها من ألذ أنواع الفطريات الصحراوية، حيث تنمو في الصحاري قريباً من جذور الأشجار الضخمة، شكلها كروي لحمي رخو منتظم، وسطحها أملس أو درني.
البطاطا بديل للكمأة
يصل سعر كيلو غرام البطاطا في سوق إدلب ما بين مائتان وخمسة وسبعون ليرة سورية إلى ثلاثمائة ليرة سورية، بحسب نوعها، فاﻷولى مصرية، وأما الثانية فسورية.
اﻷمر الذي يدفع الناس لغض الطرف عن شراء الكمأة واﻻحتفاظ بهامشٍ من الذكريات القديمة عنها وعن مذاقها، كما يحكي البعض لبلدي نيوز، ﻻ يعني ذلك بالطبع انعدام سوق التصريف للمادة، بل على العكس، ثمة من يقف ويشتري الكمأة وبكميات قليلة، كما يروي أحد الباعة لبلدي نيوز، مؤكداً أنّ البعض يبتاعها منه لعلاج أمراض العين.