بلدي نيوز
ذكر تقرير لموقع "المونيتور" وجود انقسام جديد في صفوف قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بعد انتهاء المعركة ضد "تنظيم داعش"، حيث تعتزم بعض المكونات العربية الانسحاب والتواصل مع نظام الأسد.
وقال التقرير، إن حميدي دهام الهادي، زعيم عشيرة شمر، والذي يقود "قوات الصناديد" العاملة تعمل تحت مظلة "قسد"، يتواصل مع نظام الأسد، حيث قال في لقاء حصري مع "المونيتور" إنه مستعد لمصافحة يد الأسد، والهدف كما يدعي وقف الحرب والجلوس حول الطاولة.
وبحسب التقرير، زعيم عشيرة شمر ليس وحده الذي يفكر بإبرام اتفاق مع النظام. تسعى العشائر العربية في المناطق التي تسيطر عليها "قسد" للتواصل معه أيضاً وإبرام صفقات فردية.
وفي منبج ذات الغالبية العربية، والتي تديرها "قسد"، تحول موقف شيوخ العشائر بشكل واضح، بعد انتقل محمد خير الماشي من عشيرة البوبنا، وإسماعيل ربيعة من عشيرة الحنادة، وعبد الله الباقوري من عشيرة بو سلطان، إلى العيش في المناطق التي يسيطر عليها النظام بعد أن اقتربت ميلشياته والقوات الروسية إلى القرب من منبج، لمنع أي توغل تركي محتمل يستهدف "قسد".
وقال الهادي، إن عملية التواصل مع النظام تسارعت بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا في كانون الأول.
ودفع إعلان ترامب، العرب المشاركين في "قسد"، إلى التشكيك بمدى جدية الولايات المتحدة للالتزام معهم، مما أدى إلى تردي أهمية الروابط التي تجمعهم للتحالف مع "قسد" في الوقت نفسه الذي يسعى فيه النظام وإيران، للعلب على هذه الفروقات التي من الممكن أن تؤدي إلى انهيار القوات المدعومة من أمريكا، مما يسرع خروج الولايات المتحدة من سوريا.
سمح التحالف العربي لـ "قسد"، بالدخول في المدن ذات الغالبية العربية، وبلغت قمة التحالف في الرقة، التي تم تحريرها من قبضة "داعش" في العام الماضي.
وقال نيكولاس هيراس، "الزميل في مركز الأمن الأمريكي الجديد" إن "أحد الأسباب التي دفعت العشائر العربية وقادتها للانخراط مع (قسد)، هو الوعود المستمرة بتقديم الدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والتي كانت ستمسح لهم بالانتفاع من التغطية المقدمة من دولة عظمى".
ورأى أن التحول الأمريكي "أجبر الجميع إلى اتخاذ أنماط مختلفة، على الرغم من أنه لا يمكن لأحد التحرك حتى رحيل القوات الأمريكية وقوات التحالف".
تضع هذه التطورات الأكراد، المستفيدين الأكبر من الحماية الأمريكية، في موضع حرج، خصوصاً إنهم يسيطرون على أماكن استراتيجية للغاية مثل سد الطبقة وحقول النفط في الرميلان والحسكة.
ورفض النظام مقترحات "قسد" بالاعتراف بالمناطق الثلاث الخاضعة لسيطرتها والحفاظ على هيكلها الحالي، وذلك بحسب ما أكد مظلوم كوباني، القائد العام لـ "قسد"، واعترف أن "النظام لا يعطينا شيئاً"، وهو ما أكده فوزا يوسف، القيادي البارز في "قسد".
وفي محاولة لإبقاء العرب، تسعى "الوحدات الكردية" إلى تنظيم اجتماعات مع الزعماء العرب، مسؤول عنها صالح مسلم.
وقال حسن حسن، الزميل في "معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط" إن الحماس لـ "قسد" في بعض المناطق كان نابع من حقيقة أنه "مشروع أمريكي، وليس مشروعاً كردياً".
وأشار إلى أن العشائر ليست متماسكة كما تبدو الصورة، وتتجذر فيها الانقسامات في اتجاهين متعاكسين. يرغب الزعماء الأكبر سناً في العودة إلى النظام، بينما يقاوم الجيل الشاب هذه العودة.
وقال فابريس بالانش، الأكاديمي الفرنسي في "جامعة ليون الثانية" والخبير في الشأن السوري إن فكرة معارضة الروس للنظام بسبب دعمه لإيران، هو تفكير رغبوي، ليس وراءه سوى الأمنيات في واشنطن.
وقال "لا يوجد خلاف بين روسيا وإيران حول النظام في سوريا" وتوقع استمرار تحالف الأكراد مع الأمريكيين لأنه لا يمكن الوثوق بروسيا التي "ستدير ظهرها لهم في حال ما رغبت تركيا بالدخول عسكريا".
المصدر: أورينت نت