كيف سقطت دمشق وغوطتها في يد الأسد وحلفائه؟ "الجزء 3" - It's Over 9000!

كيف سقطت دمشق وغوطتها في يد الأسد وحلفائه؟ "الجزء 3"

بلدي نيوز - (ملهم العسلي)
بعد أن كان حلم السوريين دخول الجيش الحر للعاصمة دمشق بعدما فرض شبه حصار عليها بالسلاح الخفيف، وسيطر على معظم ريف دمشق بين عامي 2013 و2014، أصبح الحلم هو توحيد القوى لدخول دمشق، ولكن تلاشى الحلم بسرعة واندثر مع اعتماد الفصائل على تلقي الدعم المادي من قبل مندوبي دول متحكمين بخطواتهم وحريصين على شرذمتهم لتحقيق مآربهم، ولم تكتفِ الفصائل بذلك فقط، بل انشغلت بقتال بعضها بحجج واهية، لتتساقط المناطق واحدة تلو الأخرى.
يقول العقيد الركن المنشق عن جيش النظام "حسان طاطين" لبلدي نيوز، إن "الخلاف الفكري الذي يحمله قادة أكبر فصيلين في محيط دمشق، كان السبب الرئيسي لنشوب الخلاف فيما بينهما، حتى وصل لقتال شرس أودى بحياة أكثر من 700 مقاتل من الطرفين، وكان سببا أساسي في فشلهم واقتحام دمشق، وسببا بفشل أي معركة فتحوها ضد النظام بشكل متفرق".
ويضيف "طاطين"، أن اقتتال الفصائل أثر سلباً على المؤسسات المدنية، والتي بدورها أجبرت للانحياز كل منها حسب القطاع المتواجد فيه بحسب تقاسم السيطرة الجغرافية والانقسام الإداري، وأصبح لكل قطاع قضاء وشرطة ومؤسسات خاصة، حتى وصل الانقسام لمديرية التعليم وغيرها.
تساقط المحرر
في الوقت الذي انشغلت فيه الفصائل بخلافاتها في معظم مناطق دمشق وريفها، كانت مدينة داريا في ريف دمشق الغربي تشهد معارك عنيفة وقصفا مكثفا، صمد فيها الثوار أعوام عدة في ظروف حصار وشح بالذخيرة، قبل أن تنتهي ذخيرتهم وتدمر المدينة فوق رؤوسهم بكثافة القصف وضراوته بالبراميل المتفجرة والغارات الروسية.
لم يكترث قادة الفصائل في "المعضمية" الذين صالحوا النظام مقابل فك الحصار عنهم لما حصل في مدينة "داريا" المجاورة، ولا فصائل الجنوب الدمشقي المهادنين مقابل فتح طريق تجاري إلى مناطقهم ووقف القصف، فيما كان فصائل الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق "برزة والقابون "منشغلين بتجارة إدخال المواد الغذائية إلى الغوطة، والتي كانت تشهد أيضاً اقتتالاً فصائلياً مستمراً، ومعارك يومية لصد هجمات قوات النظام، حتى سقطت داريا لوحدها وأخوتها في باقي مناطق الريف الدمشقي يشاهدون ذلك دون أي تحرك يذكر.
وقال الناشط الإعلامي من أبناء "المعضمية" المقيم في الغوطة الشرقية "حيدر عبد العال" لبلدي نيوز، إن "سقوط مدينة داريا كان بداية النهاية في ريف دمشق، لأنها كانت تؤرق وتوجع النظام في قلب دمشق لمجاورتها مطار المزة العسكري، ولكن هجر ثوارها وأهلها قسراً بالباصات الخضراء نحو الشمال السوري في الشهر السابع من عام 2016، ليتبعها في العام ذاته تهجير مدينة "المعضمية"، وتلاها بلدات "خان الشيح وزاكية والكسوة والتل وقدسيا ووادي بردى" بعد معارك لأيام دون مقاومة حقيقية إلا ما حصل من ثوار "وادي بردى "فقد صمدوا لقرابة شهر ونصف وحوصروا في بلدتي "بسيمة وعين الفيجة".
وأضاف "عبد العال "، إن النظام أغلق مع بداية عام 2017، طرقات "حي برزة" الدمشقي، وبدأ يحشد على المنطقة من غرب حرستا وصولاً لحي "عش الورور"، وبسقوط هذه الأحياء سيتمكن النظام من خنق الغوطة بشكل كامل بعد أن كانت الأنفاق المتنفس الوحيد للمحاصرين، حاولت فصائل الغوطة فتح معركة من حي برزة وحي تشرين، إلا أن المدنيين والفصائل في الحي خرجوا في وجههم ورفضوا، ليقوم فصيل "فيلق الرحمن" بفتح معركة "يا عباد الله اثبتوا" من حي جوبر الدمشقي باتجاه ساحة العباسيين في الشهر الثالث من عام 2017.
وأشار إلى أن المعركة أحيت روح الثورة في نفوس الأهالي المحاصرين، لكنها لم تتكلل بالنجاح بسبب انفراد الفيلق فيها دون مشاركة باقي الفصائل وتخاذل الداعمين الإقليميين، حتى تمكنت قوات النظام من استعادة ما خسرته وإكمال معركتها على الأحياء الشرقية حتى انتهت بالسيطرة عليها وتهجير بعض أهلها وفصائلها إلى الشمال السوري في شهر أيار من عام 2017 مع بقاء معظم قادة اللواء الأول في برزة ومصالحتهم مع النظام وانضوائهم في صفوف ميليشياته.

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية

"الائتلاف": استخدام النظام للكيماوي لا يغتفر ولن يسقط بالتقادم