دمشق وغوطتها.. أولى هتافات الحرية وكسر حاجز الخوف "الجزء الأول" - It's Over 9000!

دمشق وغوطتها.. أولى هتافات الحرية وكسر حاجز الخوف "الجزء الأول"

بلدي نيوز - (ملهم العسلي)
قبل ثمانية أعوام كان السوريون يراقبون ثورات الشعوب العربية ضد حكامهم المستبدين، بينما يتربع أكثر الحكام العربية استبدادا على كرسي عرشه واثقاً بما خلفه "الأب" من مخابرات وأجهزة أمن مختصة بقمع أي تهديد يمس بكرسيه.
ونرصد في الملف على أجزاء ثورة العاصمة دمشق وريفها من البدايات إلى مرحلة التهجير في مثل هذه الأيام من العام الماضي.
شرارة الثورة الأولى
لم يكن يعلم شرطي المرور أن صفعاته على وجه أحد المواطنين في سوق الحريقة بدمشق، في شهر شباط من عام 2011، والتي تعتبر أمرا طبيعيا ولا يحاسب عليها عنصر الشرطة في "مزرعة الأسد"، ستكون شرارة لثورة ولنزع الخوف القابع في صدور الشعب السوري، وبعدها حاول وزير داخلية النظام فض التظاهر بعبارة اشتهر فيها "عيب يا شباب هي اسمها مظاهرة"، وبعدها بشهر خرجت مظاهرة "سوق الحميدية الشهير"، المظاهرة التي انتظرها ملايين السوريين للتخلص من حكم الاستبداد الذي خيم على سوريا منذ استولى "حافظ الأسد" على نظام الحكم وورثه لابنه "بشار الأسد".
انتفض الدمشقيون غضباً، بتاريخ 15/03/2011 في أول مظاهرة مناهضة، وهتفوا "الشعب السوري ما بينذل"، ليعاود أهل حوران الهتاف ذاته بعد ثلاثة أيام، عقب إقدام "عاطف نجيب" على اقتلاع أظافر الأطفال لكتابة عبارة مناهضة لرأس النظام السوري "اجاك الدور يادكتور".
شرارة الريف الدمشقي
نصرةً لدرعا وللمطالبة بالمعتقلين السياسيين ورفع قانون الطوارئ، انتفض أبناء الغوطة الشرقية في مدينتي دوما وسقبا بمظاهرتين حاشدتين عقب صلاة الجمعة بتاريخ 25 أذار 2011، بالتزامن مع خروج الدمشقيين بمظاهرة كبيرة من جامع "الرفاعي" وسط دمشق، تحمل الأهداف والمطالب ذاتها، وهتفوا بصوت واحد "الله سوريا حرية وبس" بعد أربعين عاماً على رفع هتاف "الله سوريا الأسد وبس".
وقال "أبو فهد الطويل" من أبناء مدينة دوما وأحد المشاركين في أول مظاهرة خرجت بتاريخ 25/03/2011، "كان أول تجمع واعتصام لنا في ساحة البلدية بدوما، بعد أن خرجت مسيرة مؤيدة للنظام السوري، وهم عبارة عن عناصر أمن، ولتفريق المسيرة والتي لا تمثل الأهالي خرجنا في مظاهرة مناهضة لمطالب المسيرة ونصرةً لدرعا، وتحولت المظاهرة لاعتصام دام لساعات طويلة قبل أن يهاجم عناصر الأمن ومخابرات النظام الاعتصام وتفريق المتظاهرين بالضرب".
وأضاف الطويل "عاودنا في الجمعة التالية بتاريخ 01/04/2011 الخروج بمظاهرة من الجامع الكبير، لنطالب بالإصلاح ورفع قانون الطوارئ وتعديل الدستور، ليأتي الرد علينا سريعاً بالرصاص الحي، وارتقى فيها أول 11 شهيد في الغوطة الشرقية، وهم 8 من مدينة دوما و2 من مدينة عربين وشهيد من مدينة سقبا، لينتفض سكان الغوطة في اليوم التالي خلال تشييع الشهداء بهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام".
توسعت رقعة المظاهرات في معظم أحياء دمشق ومدن وبلدات ريف دمشق في الأشهر الأولى لانطلاق الثورة السورية، ومع توسعها كانت قوات النظام تصعد من إجرامها بحق المتظاهرين مع حملات اعتقالات بحق المتظاهرين إلى تفرقة المظاهرات بالرصاص الحي ونصب حواجز أمنية وعسكرية على مداخل ومخارج كل شارع وحي للحفاظ على أمن العاصمة دمشق.
وبعد محاولة مئات آلاف المدنيين من الغوطة الزحف في الجمعة "العظيمة" إلى ساحة العباسيين وسط دمشق، ما كان للنظام إلا الكشف عن وجهه الحقيقي بتفريق المظاهرة بالرصاص الحي بشكل مباشر متسبب بارتقاء عشرات المتظاهرين وإصابة المئات بجروح واعتقال عدد كبير، لحماية العاصمة من أي زخف شعبي أو اعتصامات كان من شأنها تغيير الواقع في حال نجاحها.
حماية المظاهرات
ومع ارتفاع وتيرة العنف وارتقاء مئات المدنيين العزل الذين خرجوا بصوتهم للمطالبة بحريتهم، ما كان لبعض الشرفاء من ضباط وعناصر الجيش إلا الانشقاق عن صفوف قوات النظام، منهم المقدم "حسين الهرموش" من أوائل المنشقين الذي كان يقطن في الغوطة، وانضمامهم لصفوف الشعب الثائر. ومع طول الوقت وازدياد وتيرة العنف بحق المتظاهرين شكلوا أول كتيبة جيش حر "كتيبة عبيدة ابن الجراح" لحماية التظاهر السلمي ورد أي عدوان على المناطق الثائرة والتي لطالما انتقم من أهلها مع خروجهم بالمظاهرات.
وقال الناشط الإعلامي من الغوطة الشرقية وأحد مؤسسي مركز الغوطة الإعلامي (سمير طاطين) لبلدي نيوز، إن "مخابرات النظام وشبيحته حولت مع انطلاق الثورة السورية مخافر الشرطة والمدارس والملاعب في دمشق وريفها، إلى مقرات أمنية لتنفيذ المداهمات والاعتقال بحق الثائرين ونقطة انطلاق للشبيحة من أجل تفريق أي مظاهرة تخرج ضمن المدن والبلدات المحيطة بمراكز الشرطة والمخافر.
وأضاف، أن المخافر المتواجدة في المناطق الثائرة كانت تشكل خطرا على المتظاهرين، ما دفع بعناصر الجيش الحر لمهاجمة أول مخفر عقب مهاجمته مظاهرة سلمية في مدينة دوما، لينتقل الأمر إلى مدينتي سقبا وعربين وبلدة عين ترما، حتى طُردت المخافر من المناطق الثائر في الريف الدمشقي في أواخر عام 2011، وأصبح التظاهر السلمي يجوب الشوارع بأمان بمشاركة جميع الأهالي دون أي خوف من المطاردة والملاحقة الأمنية أو أي خطر من هجوم بالرصاص الحي، منادين بصوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام".
وأشار، إلى أن هذه المرحلة من الثورة تسببت بتخبط كبير في صفوف النظام، خاصة مع جعل المناطق الثائرة شبه محررة من مخابراته وأجهزته الأمنية، ما دفع النظام بزج عناصر الجيش وعتاده من دبابات وآليات عسكرية ورشاشات ثقيلة للمشاركة باقتحام أي منطقة يريد الوصول إليها لتفريق المظاهرات فيها أو لتنفيذ حملة اعتقالات بحق المتظاهرين.

مقالات ذات صلة

خلفت قتلى.. غارات إسرائيلية على دمشق وريفها

لأهداف أمنية.. وفد روسي يزور مدينة داريا بريف دمشق

ما الدوافع.. روسيا تعزز قواتها على تخوم الجولان المحتل

عبر الأمم المتحدة.. النظام يبدأ المتاجرة بالنازحين من لبنان

ميليشيا الحزب اللبناني تنسحب من موقعين بريف دمشق

ارتفاع ملحوظ في أسعار اللوز تشهده أسواق ريف دمشق