رسل الحقيقة.. إعلاميو الثورة والمضي حتى النصر - It's Over 9000!

رسل الحقيقة.. إعلاميو الثورة والمضي حتى النصر

بلدي نيوز- (أحمد العلي)
تحول إعلاميو الثورة السورية منذ اندلاع شراراتها الأولى في آذار من عام 2011، الخصم الأول للنظام، بوصفهم العين التي نقلت وكشفت جرائمه، بالرغم من العمل على تغييبها عن العالم الخارجي وقلب الحقائق، لترصد عدساتهم البسيطة منذ اللحظة الأولى للحراك الشعبي تلك الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب السوري، والمعاناة التي عاشوها حتى اليوم.
تنقلوا بين البلدات والقرى المدمرة، وعلى الجبهات وفي مخيمات النزوح، لنقل الحقائق ودفعوا ضريبة أنهم رسل الحقيقة، فقضى منهم المئات في هذا الدرب ومنهم من لازال على العهد.
ومع اللحظة الأولى لانطلاقة الثورة السورية واكب المظاهرات السلمية كوكبة من رسل الحقيقة بعدساتهم وأقلامهم، ونقلوا ثورة شعبهم إلى وسائل الإعلام رغم محاولات النظام منعهم من ذلك بالقتل والاعتقال والتنكيل، ووفق تقرير أصدرته رابطة الصحفيين السوريين في كانون الثاني من العام الجاري، فإن 445 إعلاميا قتلوا في سوريا منذ اندلاع الثورة.
عمل النشطاء والإعلاميون من خلال هواتفهم النقالة، على نقل آلاف المقاطع والصور التي تثبت للعالم أجمع سلمية الشعب السوري في مظاهراته ضد نظام الأسد، كما وثقوا بعدساتهم جرائم هذا النظام واستخدام الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين وقصف الطائرات الحربية والمروحية للأحياء السكنية المأهولة بالسكان، بالإضافة لاعتقال المدنيين.
ونتيجة للشجاعة التي اظهرها من عملوا على نقل الحقيقة من أرض الواقع، حقق العديد من النشطاء السوريين جوائز عالمية نظير نقلهم الصورة الإنسانية للشعب السوري ومعاناتهم، ومن أهمها جائزة (فارين الفرنسية) عام 2018، التي فاز بها الصحفي والمصور السوري "عمر حاج قدور" من مدينة بنش بريف إدلب، عن تقرير مصور بعنوان "كرة القدم متنفس لشبان بترت أطرافهم جراء الحرب في سوريا".
كما حصد جائزة مراسلون بلا حدود عام 2016، الإعلامي (هادي العبد الله) الذي قالت عنه المنظمة؛ إنه لا يتوانى عن المجازفة في مناطق خطيرة من أجل تصوير وتغطية المجتمع المدني.

يقول الناشط الإعلامي بريف حماة (علي أبو الفاروق) لبلدي نيوز: "بداية شاركت من خلال عدسة جوالي بنقل المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية وإسقاط النظام، ليسارع النظام بقمعها بالرصاص الحي، والقصف برا وجوا للمناطق الخارجة عن سيطرته".
وعزا (أبو الفاروق) الدافع وراء عمله الإعلامي إلى إيصال الصوت عن طريق الإعلام، إذ لابد من تغطية هذه الأحداث كبديل للصحافة العربية أولا، ومن ثم الصحافة الغربية.
وأضاف، "لازمت العمل الإعلامي طوال سنوات الثورة الماضية، لم تمر ساعة دون أن نواجه خطر الموت بسبب القصف من طائرات النظام ومدفعيته، لكن صرخات المظلومين والقصف المتواصل دفعني للاستمرار".
ويعاني معظم العاملين في الحقل الإعلامي في المناطق المحررة من مشاكل وعوائق متعددة، يلخصها (أبو الفاروق) بالقول؛ "إن أصعبها خطر الموت، فجميع الأشخاص في المناطق المحررة الخارجة عن سيطرة نظام الأسد عرضة للموت، بالإضافة لنقص الكبير في المعدات الإعلامية، وضعف شبكات الإنترنت التي تشكل عائقا أمام المداخلات التلفزيونية والإذاعية ورفع التقارير".
وختم (أبو الفاروق) حديثه لبلدي نيوز بالقول: "سأستمر في عملي حتى رحيل الأسد ونيل الحرية والكرامة بالرغم من محاصرة الموت لنا".
من جهته، الناشط (أنس الدمشقي) يرى بأن أهم الصعوبات التي تواجهه هي بشعوره بالغربة بعيدا عن منزله وحيه في غوطة دمشق التي دمرها النظام، وهجر معظم ساكنيها، التي وثق فيها من خلال عدسة جواله جميع الأحداث منذ انطلاقتها بالمظاهرات السلمية، ووصولا إلى الأعمال العسكرية وحملات القصف الهمجية التي تسببت باستشهاد آلاف المدنيين.
وأضاف في حديثه لبلدي نيوز، "رغم التهجير من الغوطة وكل التحديات التي تعترض طريقي في محطتي الجديدة والشتات في محافظة إدلب وريف حلب، سأكمل ما بدأت به في عملي، وسأكمل مسيرتي الإعلامية ولن أبدل الكاميرا بالبندقية مهما دفعني النظام لذلك، فالكاميرا هي سلاحي الأخطر من البندقية في وجهه ولن أتوقف عن التصوير حتى يسقط أو أسقط شهيدا".

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا