بلدي نيوز- ريف دمشق (مرح الشامي)
مصير المدنيين في مدينة مضايا المحاصرة بريف دمشق، بات الملف الإنساني الأكثر انتشاراً بين منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، حتى إن الخارجية الفرنسية نددت بشدة الحصار، واعتبرته غير مقبول، كما حث المبعوث البريطاني الخاص إلى سوريا "جاريث بايلي" نظام الأسد على رفع الحصار عن مضايا.
وبالرغم من ذلك ماتزال المدينة تشهد صنوفاً جديدة من الأمراض الخطيرة، فقد انتشر في مدينة مضايا مؤخراً، عدة أمراض جديدة نتيجة الحصار، لم تكن معروفة من قبل، ما جعل 40 ألف مدنيا في مضايا مهددين بالمرض والموت.
وأصدرت الهيئة الطبية في بلدتي مضايا وبقين، قبل أيام، بيانا، أكد وفاة مدنيين اثنين وإصابة ستمئة آخرين -جلهم من الأطفال والنساء- بانتفاخات في البطن والوجه وأنحاء متفرقة من الجسم، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بمرض "الكواشيكور".
وأكد البيان أن الأغذية التي أدخلتها الأمم المتحدة مؤخرا إلى بلدة مضايا كانت السبب في الإصابة بمرض "الكواشيكور" لافتقارها إلى البروتينات الحيوانية، واقتصارها على البقوليات والبروتينات النباتية، وعبرت الهيئة عن عجزها عن علاج المرضى ما لم يتم إدخال الأغذية والأدوية المناسبة للعلاج.
مرض "الكواشيركور" أو ما يُعرف باسم "آديما" الكارثة الأكبر، والمرشحة للانتشار بين سكان المدينة نتيجة الظروف الصحية المتردية التي يعيشونها، أعراض المرض، وفق الأطباء، هي انتفاخ في البطن لدى الصغار وبقع حمراء تصيب كبار السن، والسبب الرئيس له كما يقولون سوء التغذية.
يقول "حسام اليتيم" أحد أعضاء المجلس المحلي ببلدة مضايا لبلدي نيوز " اقتصار المعونات الأممية التي دخلت مضايا مؤخراً على الحبوب -أرز، برغل، عدس، حمّص- أدى للإصابة بمرض الكواشيركور".
وبحسب "اليتيم"، فإن السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض، هو نقص مادة البروتين الحيواني بالجسم، ما يؤدي لاحتباس البول تحت الجلد، وحدوث حالات انتفاخ، وخصوصاً عند الأطفال.
ووصل عدد مصابي الكواشيركور أو الآديما إلى "229" حالة انتفاخ كلي، و1500 حالة تنفخ جزئي، بين أطفال ومسنين.
وأوضح اليتيم في حديثه لبلدي نيوز، أن المرض أدى لاستشهاد طفلين في العاشرة من العمر، أحدهما توفي بعد إخراجه من المدينة بيومين، بينما توجد أعراض إصابة لدى كبار السن، مثل حدوث تبقع الجسم بحبوب كبيرة حمراء.
ويتم تشخيص الأعراض من قبل أطباء موجودين خارج المدينة، ويتم التواصل معهم عبر الانترنت، بسبب افتقار المدينة للكادر الطبي.
بدوره، كشف الطبيب محمد المضاوي، وهو أحد الأطباء في إحدى النقاط الطبية بمضايا بوجود أكثر من 600 حالة انتفاخ، توفي منها حالة واحدة داخل المدينة، مضيفا أن الخطر يتفاقم وأعداد المصابين تتزايد.
وناشد الطبيب المنظمات الإنسانية والحقوقية لمساعدة المرضى، مضيفا "سجلنا البعض ضمن قائمة المرضى ومن ثم في الهلال الأحمر وفي الأمم المتحدة وفي منظمات حقوق الإنسان لكن ضمن قائمة الموتى".
أبو إسلام والد أحد الأطفال المصابين بالآديما، يقول لبلدي نيوز "طفلي الصغير مصاب بذلك المرض بطنه بدأ ينتفخ، لا يوجد طعام، لا أعرف ماذا سأفعل".