بلدي نيوز- إدلب (محمد وليد جبس)
ارتفعت نسبة الإصابة بالسرطان في الآونة الأخيرة شمال سوريا بشكل لافت، جراء استهداف النظام المناطق الخارجة عن سيطرته بالأسلحة المحرمة والمواد السامة، وبدأت مفاعيله تظهر في الآونة الأخيرة على الأرض.
وشهدت المشافي التركية خلال الأشهر الفائتة وصول عشرات الحالات المصابة بالسرطان، بهدف الحصول على جرعات كيماوية قادمة من المناطق الشمالية من سوريا التي تفتقر لمراكز مختصة بعلاج السرطان.
الطبيب المختص بأمراض الأورام الخبيثة، جميل الدبل يقول: "الأسباب الرئيسية في تزايد حالات الإصابة بمرض السرطان في المناطق المحررة تعود لعدة عوامل، أولها هو قصف النظام مناطق المدنيين بالأسلحة الكيماوية والنابالم والفوسفور الحارق وغيرها من قنابل وصواريخ تحمل غازات سامة، وهي تأثر بشكل كبير على خلايا الجسم، وتحرض الخلايا السرطانية وتحولها إلى خلايا خبيثة".
وأضاف الدبل في حديث لبلدي نيوز؛ "هناك أسباب ثانوية أخرى تحرض خلايا هذا المرض، كالتعامل مع الفيول المكرر بشكل غير نظامي، والبطاريات التي تحوي مادة الرصاص بنسبة عالية، والتي أصبحت الوسيلة الوحيدة البديلة الذي يستخدمها معظم الأهالي للحصول على الكهرباء.
ولفت الطبيب المختص إلى أن حرق الملابس ومخلفات القمامة البلاستيكية والكرتون الذي لجأ إليها معظم سكان المخيمات وعائلات الطبقة الفقيرة للتدفئة، ينتج عنها غازات سامة تحرض أيضاً بشكل كبير الخلايا المسرطنة في جسم الإنسان عند استنشاقها بشكل متكرر، الأمر الذي زاد من نسبة المصابين بهذا المرض.
وأشار إلى أن الطعام المعلب الذي يدخل من مناطق النظام، يحوي على مواد حافظة غير مطابقة للمواصفات العالمية، في ظل غياب الجهات الرقابية على هذه السلع بسبب الوساطات والرشاوي من قبل المستوردين، سواء عن طريق البر أو البحر، إضافة إلى بعض الأدوية الهندية غير الفعالة كباقي أنواع الأدوية التي من الممكن أن تسبب بأمراض السرطانات في المعدة والقولون.
وأكد وصول حالات كثيرة خلال الأسبوع الواحد، وبات هناك أعداد لا يستهان بها واكتشاف حالات جديدة لم تكن مكتشفة من قبل، خاصة إصابات الدم واللوكيميا الحادة حيث يتوافق هذا الأمر بشكل كبير مع موضوع الحرب والتعامل مع المواد المسببة.
وبحسب "الدبل"؛ هناك أكثر من 2000 مصاب بالسرطان بمختلف أشكاله، تتلقى العلاج في المراكز والمشافي التركية بسبب عدم توفر المراكز والأدوية في الشمال السوري، لافتا إلى توفر العلاج فقط لنوعين من الأورام (الثدي والوفوما).
ووجه الدبل نداء لجميع المنظمات الإنسانية والطبية للتركيز على هذا النوع من المرض، والعمل على نشر حملات توعية بشكل كبير بين الأهالي وخاصة في المخيمات، ودعم افتتاح مراكز خاصة لتقديم العلاج للمرضى.