بلدي نيوز- حلب (عبدالقادر محمد)
تعتبر أزمة السكن إحدى أكبر المشاكل التي يعاني منها الشمال السوري المحرر، بعد أن بات يغصّ بمئات الآلاف من النازحين من مختلف المناطق السورية.
فمعظم النازحون يقعون في حيرة بين السكن في المخيمات أو في بيوت الآجار، والفرق بينهما كبير بالكلفة المادية والظروف المعيشية، حيث يتراوح إيجار المنزل المتواضع ما بين 100 إلى 200 دولار أمريكي، فضلا عن مصاريف الماء والكهرباء والوقود في الشتاء.
يقول محمود سعدو (60 عاما) النازح من قرية حردتنين بريف حلب "نزحنا من قريتنا منذ عام 2015 بعد أن إجتاح النظام تلك المناطق وبدء مسلسل المعاناة، حيث أننا لم نقدر على السكن ضمن المخيمات لأننا لم نعتاد على هذه الظروف، فلدي أولاد اثنين معلمين وزوجة إبنتي آنسة وأولادهم في المدارس وأنا مريض سكر وضغط، وكما تعلم وضع المخيمات من الناحية الطبية والخدمية".
وأضاف سعدو "نحن ندفع آجار المنزل وثمن المياه والأمبيرات طوال الفترة الماضية إلى الآن، وهذا الأمر كلفنا الكثير من المال، والذي لا يغطي المصروف الكبير، ولا أحد يلتفت لنا ولا يوجد أمل يلوح بالأفق".
وأشار سعدو إلى أن الحل يكمن ببناء منزل، إلا أن ثمن الأرض وتكلفة البناء مكلفة جدا وقد تصل لعشرة آلاف دولار، و"هذا ليس حالي وحدي فقط لكن حال آلاف العوائل التي تسكن في الإيجارات".
من جانبه، قال أحمد قدور أحد مستثمرين البناء في مدينة إعزاز، لبلدي نيوز "لقد حرصنا في مشاريعنا على إيجاد حلول تخفف من معاناة المهجرين وتخفيف عبء الإيجار، فقمنا ببناء شقق سكنية صغيرة مؤلفة من غرفتين ومنافعها، يمكن للنازح أن يدفع أول دفعة ألف دولار وكل شهر مئة وخمسون دولار لمدة سنتين، ويتم تسليمه الشقه خلال ستة أشهر من تاريخ التسجيل".
وأضاف قدور "يجب على تجار البناء أن يكونوا على قدر المسؤولية ويعملون على التخفيف من معاناة النازحين خصوصا الذين يقطنون في المخيمات".
يذكر أن الآلاف من العوائل المهجرة تسكن ضمن منازل بالإيجار، والتي شهدت مؤخرا ارتفاعا كبيرا في سعر الإيجار الشهري، بعد الأزمة التي حصلت نتيجة التهجير الكبير من جنوب ووسط سوريا إلى الشمال السوري.