لماذا عادت التفجيرات إلى دمشق؟ - It's Over 9000!

لماذا عادت التفجيرات إلى دمشق؟

بلدي نيوز - (عبد العزيز الخليفة)
تعرضت منطقة العدوي في مدينة دمشق، أمس الخميس، لتفجير بعبوة ناسفة، استهدف مكاناً قريباً من السفارة الروسية، من دون أن يوقع قتلى، في تفجير هو الثاني من نوعه في العاصمة في أيام، كما سبق هذه الحادثة انفجار ضرب مدينة اللاذقية.
ولم تشهد العاصمة منذ فترة طويلة أي تفجيرات؛ فإثر عمليات عسكرية واتفاقات إجلاء مع الفصائل المعارضة، تمكن نظام الأسد في أيار/مايو عام 2018 من استعادة السيطرة على كافة أحياء مدينة دمشق ومحيطها، ما دعا السوريين إلى الشك بعلاقة النظام أو القوى الأجنبية على الأرض بهذه التفجيرات، الذي تتهمه المعارضة بالمسؤولية عن الكثير من التفجيرات المماثلة خلال السنوات الماضية.
رسالة في اتجاهين
"موجة التفجيرات الأخيرة التي ضربت دمشق واللاذقية مفتعلة، وتأتي في نطاق الحل الأمني الذي يمارسه النظام على مدى سنوات الثورة، وتعيدنا بالذاكرة لسنوات الثورة الأولى"، هذا ما يقوله رئيس تحرير موقع الشرق نيوز، فراس علاوي.
ولفت علاوي بحديثه لبلدي نيوز، أن نظام الأسد يظن نفسه انتصر بالحرب في سوريا، وهو يحاول من خلال هذه التفجيرات إرسال رسائل في اتجاهين إلى الداخل والخارج.
وأوضح أن أول الرسائل للحاضنة الشعبية التي بدأت فيها حركة مطلبية خجولة ليعيدهم لمقولة أن الأمن والأمان هي في مقدمة اهتماماته، وأن ما يجري نتاج لهذا التململ، وبالتالي القضاء على أي فكرة للاحتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية.
ويتابع أن التفجيرات هي وسيلة لإيجاد عدو داخلي يجعل من بقاء الأجهزة الأمنية ضرورة ملحة في هذه المرحلة، وكذلك تصرف النظر عن فشل النظام في التصدي للغارات الإسرائيلية من خلال إيحائه بالارتباط بين ما يجري على الأرض وتلك الغارات.
أما الرسالة الخارجية التي يريدها النظام، بحسب العلاوي؛ فهي للمجتمع الدولي وخاصة الدول الداعمة، يزعم من خلالها أنه تعرض لهجمات إرهابية تستهدف وجوده وحاضنته الشعبية، وأنه خير من يستطيع الدفاع عن تلك الحاضنة وضمان أمنها.
تنافس إيراني-روسي
من جانبه، يرى الكاتب الصحفي، درويش خليفة، أن توزيع مناطق النفوذ وانحسار الروس والإيرانيين في قطاع جغرافي يخضع لسلطة الأسد، فتح باب المنافسة الفعلية بين من يفرض نفوذه على الجيش والأفرع الأمنية الأسدية.
ويضيف خليفة في حديثه لبلدي نيوز، أن الروس كانوا الأسبق في هذه الخطوة عبر التدخل في هيكلة الأفرع الأمنية والجيش بتعيينهم ضباط ولائهم لروسيا، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تزعج تيار قاسم سليماني في قوات النظام، ولذلك بدأت سلسلة تفجيرات تتناول بعض الأماكن القريبة من تواجد عناصر الشرطة العسكرية الروسية، كرسائل مباشرة لا تحتمل التأويل.
ويشير بهذا الصدد إلى تعرض منطقة العدوي القريبة من السفارة الروسية للتفجير بعبوة ناسفة، لافتا أن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، التي اتهم فيها صراحة روسيا بالتآمر إسرائيل ضد بلاده في سوريا، حيث قال، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية (إس 300) المنتشرة في سوريا تم تعطيلها خلال الهجوم الإسرائيلي، معتبرا ذلك يؤكد قرب ظهور الخلافات بين طهران وموسكو إلى السطح عن قريب.

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

حلب.. "الوطني" يلقي القبض على خلية تتبع لقسد في عفرين

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية