بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)
تتصاعد وتيرة التنافس بين شقين متضادين في نظام الأسد، حيث يميل أحدهما إلى الجانب الروسي، بينما يصطف الآخر لدعم التواجد الإيراني في سوريا، ما أسفر إلى المواجهة المسلحة في بعض الأحيان كما يحدث في ريف حماة، وحدث سابقاً في ريف دير الزور.
فمنذ سيطرة قوات النظام بدعم من حلفائه روسيا وإيران على الجنوب السوري، بدا واضحا إلى العيان الصراع بين الطرفين، لبسط النفوذ في المنطقة، والذي كان أحد أشكاله المساعي من الطرفين لضم أكبر عدد ممكن من الفصائل المصالحة إلى جانبه، بهدف دعم مشروعه ومخططاته، حيث يتبع لروسيا جميع الميليشيات المنضوية تحت الفيلق الخامس، فيما تمكنت إيران من التوسع بشكل أكبر جنوباً عن طريق ميليشيات تتبع للفرقة الرابعة والأمن العسكري ولحزب الله أيضا.
وقالت مصادر خاصة لبلدي نيوز، إن حزب الله يسعى خلال الفترة القادمة لتثبيت أقدامه جنوب سوريا عبر عدة مخططات تتنوع بين التجنيد وبناء القواعد العسكرية، وصولاً إلى اغتيال موالي النظام وعناصر قواته، بهدف تصفية المعارضين له من جهة، وبث الفوضى في المنطقة الجنوبية من جهة أخرى.
وكشف الحقوقي همام فهيم، لبلدي نيوز "عدم وجود تنسيق بشكل مباشر بين الحزب والفيلق الخامس في درعا، ولكن التنسيق غير مباشر يتم بين الفيلق وممثلين عن الأمن العسكري والأمن الجوي خلال اجتماعات دورية تحدث داخل مدينه بصرى الشام ويحضر تلك الاجتماعات ممثلين عن الفرقة الرابعة".
وعلى الرغم من مشاركة الفيلق لقوات النظام في معاركها في تلول الصفا وحرض اليرموك ضد تنظيم داعش، فإن التعاون لا يزال ضئيلاً، وسط التنافس الكبير بين الطرفين، خاصة مع تسليم تلول الصفا بعد سيطرة قوات النظام عليها لميليشيات ذي الفقار الشيعية التي أصبحت بشكل رسمي تحت ملاك الفرقة الرابعة.
وأضاف فهيم، أن الحزب يسعى ليكون القوة الوحيدة المسيطرة على حوران لتحقيق هدفه "حوران شيعية" لتكون قاعده انطلاق لضرب دول الجوار.
وقالت مصادر خاصة لبلدي نيوز، إن الحزب سيسعى خلال الفترة القادمة لحرب اغتيالات في صفوف قوات النظام ضد الضباط الذين يعملون ضد مشاريعه، وخاصة ممن شارك بتقديم معلومات حول مواقعه للجيش الإسرائيلي، والتي تبعها غارات على مواقعه في جنوب سوريا، في درعا والقنيطرة وريف دمشق، وصولاً لاغتيالات طالت عددا من قياداته كان أخرها في مدينة دمشق بالقرب من المتحلق الجنوبي.
وذكّرت المصادر بأن حزب الله اعتقل في الفترة الأخيرة موالين لنظام الأسد في لبنان والتحقيق معهم وبحث عن أسماء ضباط متورطين في تسريب معلومات عن تواجده في سوريا، مما يدل على تصاعد الخلافات داخل داعمي نظام الأسد، مع تجهيز قوائم بأسماء ضباط تابعين للنظام ومخابراته بتهمة التعامل مع دول وتسريب إحداثيات مواقعه وقادته أدت إلى استهدافهم.
وأمام التطورات السابقة يبقى الموقف جنوب سوريا في غاية التعقيد سواء على الصعيد الدولي أو المحلي، في ظل محاولات لدول إقليمية لاستمالة عدد من قادة المعارضة السابقين جنوب سوريا، والعمل على تشكيل مشاريع مضادة لإيران، من الممكن عدم نجاحها بسبب التوسع الإيراني الكبير جنوباً بعد اتفاق التسوية.