بلدي نيوز - ( أحمد العلي)
في ظل مايعانيه المجتمع السوري من تشرد وضياع بسبب الحرب التي طالته من قبل النظام وحلفائه خلال السنوات الماضية، قد يكون إنشاء محمية للقطط أمراً مستغرباً، بعد أن بات هاجس العائلات الوحيد هو البحث عن لقمة العيش، في ظل التشرد بعيداً عن الديار.
الشاب محمد علاء الجليل، عمل كمسعف في مدينة حلب، وخلال عمله عثر على مجموعة من القطط الجائعة في أحد الشوارع، فما كان منه إلا أن آواها وعمل جاهدا على الحفاظ عليها حية وتأمين المسكن والطعام لها، ما لبث أن تطور الأمر وافتتح محمية خاصة بالقطط في حلب يقوم على رعايتها وتربيتها.
يقول مؤسس المحمية؛ إن مجموعة من الأصدقاء الإيطاليين اقترحوا إنشاء محمية للقطط المنزلية والشاردة والاعتناء بها وتقديم الطعام والعلاج لها، بعد أن لاحظوا وجود الكثير منها لديه منذ بداية الثورة.
وأوضح في حديث لبلدي نيوز، أن المحمية تقدم الطعام والمعالجة من الأمراض الموسمية والطبيعية للقطط، إضافة إلى معالجتها من الإصابات الناتجة عن القصف، مشيراً إلى أن علاج القطط الشاردة منها تشوبه صعوبة ويعتمد على الطرق البدائية.
ولفت إلى أنه يقي نفسه من الأمراض عن طريق الاستحمام والغسيل وتأمين المواد المطهرة والقطرات اللازمة، وأشار إلى أنها المحمية الأولى من نوعها في سوريا.
وفي الغضون؛ عاد "محمد علاء" ليؤسس محمية للقطط في ريف حلب الغربي ويكمل ما تعهد به في مدينته حلب من مهام، فبعد أن غادر المدينة آلاف السكان، حمل على عاتقه مسؤولية تربية القطط التي تركت والاعتناء بها بعد أن باتت بلا مأوى.
وضمت المحمية التي تعنى بالقطط من ضمنها التي أخرجها معه من مدينة حلب 25 قطة في البداية، ليتجاوز الآن عددها 100 قطة في إحدى المزارع في بلدة كفر ناها بريف حلب الغربي.
ويعمد صاحب المحمية إلى تصوير القطط التي تركها أصحابها بمقاطع فيديو وإرسالها لهم كل فترة، ليطمئنهم عنها ويخبرهم أنها بانتظارهم حال عودتهم، كما أنه يسعى إلى إنشاء مركز إعادة تأهيل وملعب ومشفى للأطفال حيث تفتقر المنطقة التي يسكن لمثل هذه المرافق، كما يعرف عن محمد علاء مساعدته للفقراء والمحتاجين.
ويرى إن معظم سكان المدينة نزحوا ومن بينهم أصدقاء له، لذلك وجد في تربية القطط التعويض عن الأصدقاء وقرر أن يبقى معهم مهما حصل.