بلدي نيوز - (ليلى حامد)
فرضت ظروف الحرب القاسية وجودها على السوريين داخل وطنهم وفي تغريبتهم الطويلة، وسافر عدد من الشباب السوري إلى الفردوس الأوروبي حسب تخيلهم علّهم ينعمون بالحريات، وبحثاً عن الأمان والاستقرار، آملين لحاق أسرتهم بهم فيما بعد، ولكن أحياناً تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فينقلب الحلم بالهجرة والحياة الكريمة إلى معاناة متجددة.
في الصدد، تحدثت السيدة سمية (24 عاماً) المقيمة بالشمال المحرر لبلدي نيوز وشرحت قصتها من فراق الزوج وغياب السعادة الأسرية التي طالما حلموا بها قائلة "سافر زوجي بعد أن منحته المصاغ والمال بالكامل لتعينه في رحلته، وخفت عليه وقتها من الاعتقال، وكنت في تلك الآونة حامل، وبعد هجرته إلى ألمانيا ومضي عامين على غيابه أصبح الآن عمر ابني سنتين ولم يشاهد أبوه بعد، ولم أتمكن حتى الآن من السفر لزوجي بسبب معوقات عدة؛ منها صعوبة لمّ الشمل الخاضعة لقوانين وسياسات الدول الأوروبية ، وعدم امتلاكي لجواز السفر".
وتابعت بالقول "بقيت وحيدة في مواجهة الحياة القاسية التي أحياها في بيت عمتي وعندي صبي صغير أرعاه، فأنا أعمل اليوم في ورشة خياطة صغيرة لأكفي نفسي شر السؤال والحاجة، بعد أن أخذت الغربة واللجوء مني زوجي جمال حياتي ونبضها".
وأردفت "سافر زوجي الذي كلفني كل مصاغي ليتمم معاملة سفره، وبقيت أصارع الفقر، وأعمل كل عمل يطلب مني حتى أستطيع الاستمرار في ظل هذه الظروف القاسية جداً، على أمل اللحاق به، وكلما حدثته عبر الهاتف يحثني على الصبر بالقول أن الدنيا حرب والوضع سيء على الناس كلها، فلا تكلفيني فوق طاقتي، لأنني أحاول إحضارك ومحاولاتي تبوء بالفشل، اصبري إلى أن يأذن ربنا بالفرج العاجل".
يقول الناشط الإعلامي حسام البنشي لبلدي نيوز إن "ظاهرة هروب الزوج إلى أوروبا انتشرت في الآونة الأخيرة، بسبب الخوف من سيطرة النظام على المناطق المحررة، وخشية عدم الاستقرار إضافة لصعوبة العيش وتأمين فرصة عمل للعيش الكريم في سوريا، الأمر الذي حدا بشبابنا إلى الهجرة واللجوء وركوب البحر بحثا عن الفردوس الأوروبي".
بدورها؛ اعتبرت المحامية غادة القاسم أن قبول المرأة لسفر زوجها ومساعدته في الهجرة، من أكثر الدوافع لهجرة الشباب، وترك الزوجة والأولاد لمصير مجهول مشكلة يجب الحد منها، لأنها إن دلت على شيء فهي تدل على الفوضى وعدم المسؤولية وانحلال الأخلاق في وقت الحروب".
يذكر أن عدد اللاجئين السوريين في أوروبا حوالي مليون لاجئ 530 ألفاً منهم في ألمانيا لوحدها، وفي السويد يعيش 110آلاف، و50 ألفا في النمسا، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ويتوزع الباقي في باقي الدول الأوربيةً.