بلدي نيوز- متابعات
كتب الشاب سمير الحجار اللاجئ في المانيا على أحد المجموعات الألمانية في موقع (فيسبوك) التي تضم 65 الف عضو، مُعرّفاً عن نفسه هو وصديقه نافع كردي باعتبارهما لاجئين سوريين، مضيفاً "لدينا الكثير من وقت الفراغ أثناء انتظارنا أوراق اللجوء، ونود المساعدة في رد بعضٍ من الجميل لهذه المدينة الجميلة التي أعطتنا فرصةً أخرى للحرية والأمان، لذا إن أراد أحدٌ مساعدةً ما فبالتأكيد سنكون متواجديْن".
وعن سبب العرض الذي قدمه سمير قال: "نحن ممتنون لوجودنا في هذه المدينة، لذلك أردنا أن نصبح جزءاً منها". حسب ما نقل موقع Vocativ الأميركي، اليوم الجمعة.
وقال الحجار في تعليق له على فيسبوك: "مرحباً يا أهالي برلين، أنا وصديقي نافع لاجئان من سوريا نعيش في برلين؛ ونظراً لأن أوراقنا ستستغرق وقتاً ولن يتسنى لنا العمل دون موافقة، قررنا بما أن لدينا الكثير من وقت الفراغ أن نعلن عبر هذه المجموعة أننا جاهزان وعلى استعداد للتطوع بوقتنا لكي نكافئ هذه المدينة الجميلة التي منحتنا دفء نهار آخر من الحرية والأمان".
وتابع: "لذا إن كنتم بحاجة للمساعدة في أي شيء لنقل أغراضكم مثلاً أو طلاء ودهان حوائطكم أو تنظيف سراديب منازلكم، نحن لها، إن استعصى عليكم سؤال في الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء، فنحن أيضاً لها (لأننا طلبة هندسة). إن أردتم عزف ومزج الموسيقى، نستطيع الانضمام لكم لأننا نعزف البيانو والغيتار، وإن أردتم الفضفضة والدردشة، فنحن لها أيضاً".
وأضاف: "رجاءً خذوا راحتكم في إضافة صداقتنا أو متابعتنا لكي تعرفوا المزيد من أخبارنا نحن اللاجئين في برلين. أرسلوا لي رسالة خاصة أو تعليقاً على هذه المشاركة إن شئتم الحصول على أي مساعدة، فنحن دوماً في الخدمة".
مبادرة الشابين السوريين لاقت استحساناً على الشبكات الاجتماعية، وكتب متابعون ألمان تعليقات إيجابية بشأن المساعدة التي تلقوها من الحجار وكردي.
القصة التي بدأت كمحاولة للتخلص من الملل، تحولت إلى تجربة اجتماعية مثيرة بعد أن راسلهم ما يقارب 400 شخص في الأيام الأولى، أراد بعضهم الاستفادة من عرضهم المساعدة، بينما عرض البعض الآخر تعريفهم بالمدينة، وطلب العشرات صداقتهم على فيسبوك.
وكما قال كردي: "أراد بعضهم أن نساعدهم، بينما أراد آخرون أن يساعدوننا، لقد دَعونا للعشاء وللحفلات مما فاجأنا".
وترك سمير ونافع مدينة دمشق في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، متخذين طريق البلقان وهو أحد مسارات الهجرة المعروفة، ليصلا إلى ألمانيا بعد 9 أيام، حيث أقاما معاً منذ ذلك الحين في أحد معسكرات اللاجئين بملعب قديم في برلين، ثم انتقلا إلى إحدى الشقق المفروشة التي توفرها الحكومة، ليتشاركا السكن مع بعض الأشخاص الآخرين.