بلدي نيوز - (إبراهيم حامد)
سيطرت قوات النظام ومليشيات موالية لها، على منطقة تلول الصفا في بادية السويداء، بشكل مفاجئ أمس السبت، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على انطلاق المعارك ضد تنظيم "داعش" في المنطقة.
وأفادت مصادر محلية أن سيطرة النظام جاءت بسبب انحساب تدريجي لمقاتلي تنظيم "داعش" خلال اليومين الماضيين، باتجاه بادية حمص، ومناطق أكثر عمقاً في بادية السويداء وريف دمشق.
وانتقد ناشطون الانسحاب المفاجئ الذي نفذه تنظيم "داعش" وتقدم قوات النظام على حسابه في بادية السويداء، اذ اعتبروه شكلاً من التناغم في المصالح بين النظام والتنظيم، الذي نجح كلاهما باستثمار معاركه في السويداء بشكل ممتاز، حيث ظهر النظام بمظهر المنقذ للمحافظة "الدرزية"، بينما حصل داعش على ملايين الدولارات بفضل ملف المختطفات، كما استهوت معاركه قرب السويداء عشرات المتشددين والأصوليين الذين رفد قواته بهم جنوب سوريا.
وقال طارق الخطيب عضو شبكة "السويداء 24" لبلدي نيوز: "إن مساحات واسعة من منطقة "الصفا" سيطر عليها النظام فجر اليوم السبت من ضمنها "قبر الشيخ حسين" و"قاع البنات" و"سد هاطيل" و"دوحة الصفا" وتل "المراتي"، وتلال أخرى تشرف على المنطقة بالكامل، وسط مقاومة محدودة من التنظيم في بعض الأجزاء الغربية"،
لافتاً إلى أن "مسلحي داعش انسحبوا على دفعات خلال الأيام القليلة الفائتة من منطقة الصفا، غالبيتهم باتجاه بادية حمص وبعضهم إلى جيوب لا تزال تحت سيطرة داعش في باديتي دمشق والسويداء، حيث تراجعت مقاومة التنظيم للهجمات بشكل تدريجي في الأيام الماضية داخل الصفا، إلى أن تلاشت بشكل مفاجئ فجر السبت".
ونقل الخطيب عن مصادر عسكرية قولها: "إن العملية العسكرية في باديتي السويداء ودمشق لم تنتهِ حتى اليوم رغم السيطرة على تلول الصفا، إذ يتواجد مناطق لا تزال تحت سيطرة التنظيم، من بينها "الحصا" وأجزاء من "الرحبة"، فضلاً عن الاشتباه بتواجد خلايا للتنظيم في منطقة "الكراع" على أطراف ريف السويداء الشرقي".
واستنزفت معارك بادية السويداء، قوات النظام وميليشياتها بشكل كبير بعد خسارة مئات من المقاتلين على مدار أكثر من ثلاثة شهر على انطلاق العمليات العسكرية في 26 تموز من العام الحالي.
ونقلت قوات النظام مئات العناصر من تنظيم "داعش" من مخيم اليرموك وجنوب دمشق، وريف درعا الغربي، إلى مناطق وعرة في بادية السويداء قبل أشهر، مما ساهم في ازدياد شراسة المواجهات ورفع الضغط على أهالي السويداء للالتحاق بجيش النظام كسبيل لإنهاء الخطر الذي يخلقه التنظيم قربهم.