بلدي نيوز
زعمت دراسة جديدة، نشرت في مجلة (JAMA) لأمراض العيون أمس الخميس، أن حالة طبية نادرة أصابت عيني ليوناردو دافنشي، وكانت السبب في الدقة التي رسم بها أبعاد الأشياء على الأسطح الملساء، والتي جعلته شهيراً.
وأشارت الدراسة إلى أن الرسام الشهير، عانى من مرض يدعى الحَوَل الوحشي المتقطّع، وهو حالة تنحرف فيها نظرة إحدى العينين نحو الخارج باتجاه الأذن، في أوقات متباعدة، وقال كرستوفر تايلر، الباحث المشرف على الدراسة في جامعة سيتي بلندن، ومعهد سميث كيتلويل لبحوث العيون في سان فرانسيسكو: "ساعدتني أعماله على ملاحظة التباعد بين عينيه".
وعمل تايلر على تحليل اتجاه نظرة دافنشي في 6 أعمال رسم وجهه فيها، أو جسّده في منحوتة، فوجد أن بعضها أظهرت علامات على وجود حَوَل في عينيه، وقيم حالتهما برسم دوائر حول البؤبؤ والقزحية والأجفان، ثم قياس زوايا محددة، فأظهرت النتائج انحراف نظرة إحدى عينيه بزاوية 10.3 درجات نحو الخارج عند الاسترخاء، في حين تعود إلى وضعها الطبيعي عند التركيز، وفقًا لموقع "سي إن إن".
ويعتقد تايلر أن عين دافنشي اليسرى هي التي تبدي انحرافًا، إلا أن التأكد من ذلك ليس سهلًا، وأوضح أن الحَوَل الوحشي، الذي يصيب 1% فقط من سكان العالم، هو ما سمح لدافنشي برؤية العالم بطريقة مختلفة، إذ إن ما يبدو لنا ثلاثي الأبعاد، كان يبدو له أشبه بلوحة مسطحة، وهذا ما جعل من السهل بالنسبة له تصوير الأشياء على القماش، كما أن هذا الأمر تضافر مع الرؤية الطبيعية في عينه الأخرى، وطور لديه إدراكًا أكبر للأبعاد، وقد يكون هذا هو السبب في دقته المعروفة بالتظليل.
وأكد الدكتور جوليوس أوتس، الأستاذ المساعد في قسم طب العيون بجامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، أن نتائج الدراسة الجديدة مثيرة للاهتمام، إلا أنه أشار إلى الشكوك حول ما إذا كانت اللوحات تصور دافنشي نفسه حقًا، وما إذا كانت العينان رسمتا بشكل واقعي، وقال: "يعتبر دافنشي شخصية مهمة تاريخيًا، ومن المثير استكشاف جذور عبقريته".
المصدر: العربي الجديد