بلدي نيوز – (خاص)
برّرت "هيئة تحرير الشام"، عبر منابر إعلامية مقربة منها، هجومها صباح اليوم الجمعة، على بلدة كفر حلب، والتسبب بسقوط ثلاثة شهداء بينهم طفلان وجرح آخرين، بأنها استهدفت خلايا مصالحات تابعة للنظام، بريف حلب الغربي.
وفرضت هيئة تحرير الشام، سيطرتها على كفر حلب، ونشرت عدة حواجز لها، وتوصلت الهيئة الى اتفاق مع المجلس المحلي لكفر حلب، يقضي بخروج عناصر الزنكي المحاصرين من القرية نحو الأتارب.
في المقابل، سيطرت الجبهة الوطنية لتحرير سوريا، على جبل الشيخ حسين، بريف حلب الغربي، تنفيذاً، لتهديدات أحد قادتها "توفيق شهاب الدين" عندما قال في تسجيل صوتي له "إن لم تخرج هيئة تحرير الشام من كفر حلب، سنقوم بتوسيع المعركة لتشمل كامل الرقعة المحررة، وسنعتقل عناصر الهيئة حتى تتوقف عن بغيها وقتالها الفصائل".
وأوضحت مصادر متطابقة لبلدي نيوز "أنَّ السبب الرئيسي وراء تلك الاشتباكات هو محاولة هيئة تحرير الشام اعتقال "رائد العزو" وهو أحد عناصر جبهة تحرير سوريا، مما أدى إلى نشوب اشتباكات عنيفة متبادلة بين الطرفين، تزامناً مع استقدام تعزيزات بين الطرفين".
وقال مراسل بلدي في ريف حلب: "إن عددا من العناصر التابعين لهيئة تحرير الشام برفقة عدد من "البيكابات" شنوا حملة أمنية في قرية كفرحلب قرابة الساعة السابعة صباحاً، بهدف اعتقال عدد من الأشخاص (مروجي المصالحات) ممّن ينتمون لأقرباء من فصيل "كتائب ثوار الشام" التابعة للجبهة الوطنية للتحرير.
وأضاف مراسلنا، أنه أثناء اعتقال أحد الأشخاص من القرية بتهمة "مروجي المصالحة" انتفض أقربائه الذين ينتمون للجبهة الوطنية بالأسلحة لتندلع اشتباكات عنيفة على إثرها، استمرت قرابة 45 دقيقة، تخلّلها قصف بقذائف الهاون (لم يعرف المصدر) أسفرت عن استشهاد طفلين وشاب بالقرب من أحد المنازل المراد اقتحامها.
وأشار مراسلنا إلى أن عددا من أهالي القرية وأقرباء الأشخاص الذين تم اعتقالهم خرجوا عقب ذلك في تظاهرة تطالب تحرير الشام بالخروج من القرية وفك سراح المعتقلين ووقف القصف على القرية، بيد أن تحرير الشام أطلقت الرصاص في سماء التظاهرة بغية تفريقها، ما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين بجروح (بحسب مصادر متطابقة).
وفي الأثناء، وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة لكتائب ثوار الشام وحركة نور الدين الزنكي التابعين للجبهة الوطنية للتحرير لأطراف قريتي "كفرحلب وميزناز" غرب حلب، عقب تلقيهم أنباء عن قيام "تحرير الشام" باعتقال أشخاص ينتمون للجبهة الوطنية في القرية.
وعقب تلك المجريات، أقدم القيادي في كتائب ثوار الشام "رائد العبدو" والذي يقطن قرية "كفرحلب"، على مفاوضة تحرير الشام والوصول إلى انسحاب أرتال الأخيرة من القرية، دون إخلاء سبيل الأشخاص الذين تم اعتقالهم بتهمة "مروجي المصالحات".
وتخضع قرية "كفرحلب" بريف حلب الغربي، لهيئة تحرير الشام وتنتشر حواجز الأخيرة على مداخل القرية الشمالية والجنوبية، وتقع بالقرب من منطقة "ريف المهندسين الثاني" والتي تعد أقوى معقل لتحرير الشام" غرب حلب والقريبة لمناطق "الجبهة الوطنية للتحرير".
الجدير بالذكر أن العديد من المدنيين استشهدوا، جراء الاقتتال بين الفصائل العسكرية في الشمال، والقصف العشوائي المتبادل بين تلك الفصائل، والتي غالباً ما تنتهي في بجلسة صلح.