بلدي نيوز - (أحمد عبد الحق)
تسعى روسيا عبر ماكينتها الإعلامية، لتضخيم التواجد الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، والترويج لوصول تعزيزات كبيرة "غواصات وسفن حربية محملة بصواريخ متطورة"، بالرغم من نفي "البنتاغون" لهذه المزاعم، إلا أنها تواصل التركيز على هذا الجانب بهدف استغلاله لتحقيق مكاسب وأهداف سياسية وعسكرية في سوريا.
وقالت مواقع إعلام روسية نقلاً عن مراصد بحرية؛ إن غواصة "نيوبورت نيوز" الأمريكية توجهت إلى شرق البحر المتوسط، بعد عبورها "مضيق جبل طارق"، في وقت تتواجد غواصتين أمريكيتين أخريين مسلحتين بصواريخ "توماهوك" في البحر المتوسط، إلى جانب مدمرتين أمريكيتين مسلحتين بصواريخ من نفس النوع.
وتحدثت المصادر ذاتها عن دخول مدمرة صاروخية أمريكية مسلحة بصواريخ "أرلي بيرك"، هي "ونستون شرشل" إلى البحر المتوسط، في الأول من أيلول، لتنضم للمدمرة "روس" الأمريكية التي تحمل على متنها 28 صاروخا من طراز "توماهوك"، التي دخلت مياه البحر الأبيض المتوسط في 25 أغسطس، والمدمرة "ساليفانز" الأمريكية التي تحمل على متنها 56 صاروخا مجنحا، كانت دخلت مياه الخليج سابقا، بالإضافة إلى نقل قاذفة B-1B الاستراتيجية الأمريكية وهي تحمل 24 من صواريخ JASSM المجنحة من نوع "جو - سطح"، إلى قاعدة "العديد" الجوية في قطر.
الضخ الإعلامي الروسي، والتركيز على تعزيزات واشنطن في البحر المتوسط، أثارت استغراب المحللين حيث اعتبروها في سياق الدعاية الروسية الزائفة، والتي تريد من خلالها استثمار الموقف في ضغطها على القوى الفاعلة في الشأن السوري، ومن ضمنها واشنطن، لتقوم هي الأخرى بتعزيز قواتها في البحر المتوسط بدعوى الدفاع عن مصالحها، وكانت بدأت السبت الماضي، مناورات كبيرة قبالة سواحل سوريا.
وفي السياق؛ يرى محللون أن روسيا ترمي إلى الحصول على مكاسب سياسية أكبر في مفاوضاتها مع القوى الكبرى الفاعلة في ملف إدلب، والشمال السوري عامة، في سياق الضغوط والتحذيرات الدولية من شن أي عملية عسكرية على إدلب، فكان تكثيف القصف علانية بالأمس من طائراتها دون مشاركة النظام، ومن ثم الاعتراف بخرقها لاتفاق خفض التصعيد باسم "ضرب النصرة"، هو بمثابة رد روسيا على هذه التحذيرات الدولية والتهديدات الأمريكية بأنها قوية في المنطقة، وقادرة على فعل ما تريد، ولهذا فإنها تريد استثمار أي حجة لمواصلة التمرد على المجتمع الدولي العاجز عن رد الدب الروسي.
ورغم نفي المتحدث باسم البنتاغون، إريك باهون، الشائعات الروسية التي روجت لها خلال الأيام الماضية، حول تعزيز بوارجها العسكرية وقواتها في البحر المتوسط، معتبرة أن تلك الادعاءات لا تتوافق مع الحقيقة؛ تواصل روسيا استثمار الموقف والضخ إعلامياً بهذا الشأن، مؤكدة وصول المزيد من السفن وهي معدة لضرب "الأسد" في سوريا.