بلدي نيوز
كشفت مصادر إعلامية عبرية عن عقد مبحاثات رعتها وحدة فصل القوات التابعة للأمم المتحدة "أندوف"، بين ضباط من قوات النظام مع ضباط الجاني الإسرائيلي، كلا على حدة، لترتيب عودة قوات النظام إلى الجولان، وفق اتفاقية فض الاشتباك الموقعة منذ سنة 1974.
وأوضح مسؤول إسرائيلي مطلع على المحادثات، أن هذه المحادثات أسفرت عن نتائج إيجابية، وأنه من غير المستبعد أن تتحول إلى لقاءات مباشرة بين الطرفين، لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية.
وأكدت المصادر على أن هذه اللقاءات جاءت على إثر قمة هلسنكي بين الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وبموجب نتائج اللقاء، الذي أكد فيه الطرفان على مصالح "إسرائيل" الأمنية، وعلى قبولها سيطرة جيش النظام على الجولان الشرقي.
وترمي هذه المحادثات إلى منع الصدام العسكري بين "إسرائيل" وسوريا، خصوصا بعدما أعلن الجيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيرد بقسوة على جيش الأسد في حال وصول قذائف إلى الطرف الإسرائيلي، خلال المعارك في المنطقة، ولفتت المصادر إلى هذه المحادثات تتناول أيضا "إعادة قراءة" اتفاقية فض الاشتباك حتى يلتزم بها الطرفان.
ووفق المصادر طلب الضباط السوريون ألا تعترض "إسرائيل" الطائرات السورية العسكرية التي تقوم بمهمات داخلية قرب الحدود، كما تفعل في السنوات السبع الأخيرة، مؤكدة أنه بموجب تلك الاتفاقيات يسمح لطائرات "إسرائيل" والنظام أن تقوم بطلعات جوية حتى حدود الخط الفاصل لفض الاشتباك، أي حتى نقطة تلاقي الحدود بينهما.
وترى "إسرائيل" أن الالتزام بتطبيق هذه الاتفاقيات يجب أن يكون شاملا، ويتضمن أيضا إبعاد القوات البرية والآليات الثقيلة عن الحدود، والحفاظ على حزام آمن خاضع للسيطرة العسكرية لقوات "أندوف"، ويتضمن إبعاد الميليشيات الإيرانية تماما عن الحدود.
وأوضح الناطق الإسرائيلي أن ممثليه في المحادثات، أوضحوا لمقابليهم السوريين عن طريق ممثلي "أندوف"، بأن هناك بضع مئات غير قليلة من أفراد الميليشيات التابعة لإيران و"حزب الله" اللبناني موجودين في المنطقة، ويرتدون زي جيش النظام وينخرطون في صفوف قواته ويحاربون معه في الجنوب السوري، وليس فقط قرب درعا، بل أيضا في منطقة الجولان. وطلبت إسرائيل استبعاد هؤلاء أيضا.
وقوات "أندوف" كانت ترابط في موقعها القيادي في القنيطرة، بموجب اتفاقية فض الاشتباك التي تم توقيعها بين سوريا و"إسرائيل" في 31 مايو (أيار) سنة 1974، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، وروسيا (الاتحاد السوفياتي سابقاً).
ونصّت الاتفاقية على أن يراعي الطرفان السوري والإسرائيلي، بدقة، وقف إطلاق النار في البر والبحر والجو، وأن يمتنعا عن جميع الأعمال العسكرية فور توقيع هذه الوثيقة تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 الصادر في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 1973.
ويسمح للقوات السورية البرية أن تتواجد فقط في القنيطرة، وليس في الحزام الأمني، الخاضع لـ"أندوف".
وفي خضم المعارك بين قوات النظام وقوات المعارضة، خلال الحرب الدائرة في سوريا، أصيب عدد من جنود "أندوف"، فاضطرت إلى إخلاء مواقعها في الجولان واستقرت في مبان تابعة للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة.
وفي الشهور الأخيرة بدأت قوات "أندوف" تستعيد مكانتها شيئا فشيئا، وعلى إثر التنسيق الأمني الإسرائيلي الروسي، زاد الاعتماد عليها في مهمات توفيقية على الأرض بين الإسرائيليين والنظام.
المصدر: الشرق الأوسط