بلدي نيوز
قال مؤرخ وأستاذ جامعي فرنسي إنه على الرغم من الانتصارات العسكرية الأخيرة لنظام بشار الأسد، فإن الديناميكيات المحلية والدولية سوف تستمر في تأجيج "الحرب" في سوريا لفترة طويلة.
وفي بداية مقاله، قال جان بيير فيليو أستاذ تاريخ الشرق الأوسط المعاصر بجامعة "ساينس بو" في باريس إن تعزيز الأسد سيطرته على المحور المركزي دمشق-حلب واستعادته للعاصمة وضواحيها ومناوراته الحالية في درعا هي نجاحات لا يمكن إنكارها وإنها جاءت نتيجة الدعم اللامحدود من قبل روسيا.
غير أن فيليو لفت إلى أن كل ذلك لا ينبئ بنهاية قريبة للأعمال العدائية في سوريا بسبب التداخلات المعقدة لهذا "الصراع الذي أججه الأسد للحفاظ على سلطته بأي ثمن".
فاستيلاء النظام على مدينة حمص القديمة ربيع 2014 وحلب الشرقية أواخر 2016، وما تبع ذلك من انتصارات أخرى، كلها أشفعت بإخلاء جزء كبير من السكان المحليين والنهب المنهجي لممتلكاتهم.
وأضاف فيليو -في مدونته بصحيفة لوموند الفرنسية- أن الحجم الهائل للدمار، والذي يرجع بشكل كبير إلى الضربات المنظمة للقوات الجوية الروسية، حوَّل المناطق التي يفترض أن تكون "محررة" إلى حقول خراب واسعة.
ولا يتوقع إطلاقا أن يقبل نظام الأسد الشروع في "إعادة إعمار" من شأنها أن تسمح بعودة سكان يعتبرهم معادين له، أو تكون مشروطة من قبل المانحين الدوليين بانفتاح سياسي حتى ولو كان خجولا.
وعلى العكس من ذلك، يبرز فيليو أن الأسد سن "القانون 10" في نيسان 2018 وما تضمنه من تصديق على المصادرة الجماعية لأملاك السوريين الذين طردهم القتال، وكل ذلك لصالح مؤيدي للنظام.
وترى الديكتاتورية السورية أن نجاحاتها العسكرية دليل على صحة نهجها القائم على حرمان المعارضة من كل شيء وأي شيء.