بلدي نيوز – درعا (خاص)
كشفت تصريحات أعضاء وفد التفاوض في درعا مع روسيا، عن وجود خلافات وانقسامات داخل الوفد حول أسباب تأخير حسم المفاوضات، وانسحاب بعضهم منها، وسط استمرار الوضع المأساوي للنازحين من بلداتهم بريف درعا.
وأصدرت "خلية الأزمة" بيانا، أعلنت فيه عن انسحابها من المفاوضات الجارية مع روسيا، بسبب الشروط التي قدمتها الأخيرة، واصفة إياها بالمذلة والتي لا تختلف عن الاستسلام، ووجهت الخلية في بيانها اتهامات لبعض أفراد الوفد العسكري بأنهم رجحوا مصلحتهم الخاصة، على مصلحة حوران في سبيل تحقيق مكاسب خلال المفاوضات.
من جهته، قال المقدم "نجم" وهو أحد أعضاء الوفد بأن قائد قوات شباب السنة أحمد العودة حاول اعتقال الرافضين لشروط روسيا، حيث أفاد في تصريح صوتي بأن العودة وافق بشكل منفرد على التوقيع على اتفاق مصالحة في مدينة بصرى الشام دون الانتظار لاتخاذ القرار بالرفض أو الموافقة على شروط روسيا بالتفاوض.
لينفي العودة قائد قوات شباب السنة أنباء تسليمه لمدينة بصرى الشام لروسيا وتوقيع على اتفاق مصالحة، مؤكدا أن ما تناقلته وسائل إعلامية عن فيديو تسليم الدبابة والعربة لروسيا هو بعد طلب روسي بتقديم ضمانات حول استمرار المفاوضات وعدم قصف المدنيين، مؤكدا على وقوفه صفا واحد مع حوران.
بدوره، قال "أبو قصي أكراد" إنه كعضو وفد في المفاوضات لا يفاوض كشخص شعاره الموت أو الشهادة، وإنما يفاوض عن كامل حوران، ولا يمكن ان يكون رأيه شخصيا، وإنما هو مصير مئات الآلاف من المدنيين، ولا يمكن المجازفة بهذا.
وشهدت بعض بلدات ومدن الجنوب السوري مفاوضات منفردة مع قوات النظام وروسيا، خارج الوفد المفاوض عن الجنوب كاملا، الأمر الذي مكن النظام وروسيا من الدخول إلى تلك البلدات والسيطرة عليها دون قتال أو معارك حتى، مما وضع الوفد المفاوض في ظروف ووضع تفاوضي في غاية الصعوبة، وفقدانه العديد من الأوراق التي كان يعتمد عليها، ومن تلك البلدات والمدن، "إبطع، وداعل، وكحيل، والجيزة، والسهوة، والكرك الشرقي، والغارية الغربية، والغارية الشرقية".
وتستمر معاناة المدنيين في درعا وسط هدنة مؤقتة من قبل روسيا تشوبها محاولات اقتحام لقوات النظام مدعومة بالميليشيات الإيرانية على مدن صيدا ونوى وطفس، تمكنت فصائل الجيش الحر من إفشالها وتكبيدهم خسائر بشرية وعسكرية، وسط استمرار المفاوضات بين وفد المعارضة وروسيا، في ظل خلافات وفد المعارضة الغير مفهومة بحسب مراقبين حتى الساعة.