بلدي نيوز
قال قيادي سابق في "هيئة تحرير الشام"، إن الهيئة ستحل نفسها بشكل "لين" في الفترة القليلة القادمة، وذلك بعد اجتماعات للهيئة مع دول عربية وإقليمية للاتفاق على ذلك.
ونقلت شبكة "شام" الإخبارية عن القيادي قوله، "إن الهيئة وصلت للحد الأخير من وجودها، وباتت أمام مرحلة ستؤول بها للزوال عن الساحة دون أي مواجهة، وذلك لتكفل فيها انحلال كياناتها ضمن الفصائل المتبقية في الساحة السورية، وخروج المعارضين منها بشكل كامل من الواجهة العسكرية، الأمر الذي سيضمن عدم تصادمها مع الجانب التركي أو أي فصيل عسكري متواجد".
وأشار المصدر إلى أن الهيئة فقدت الكثير من قوتها العسكرية والشعبية، وزاد عدد خصومها بشكل كبير، وذلك بسبب السياسة التي اتبعتها تجاه الفصائل المتواجدة في الشمال المحرر.
وأوضح المتحدث أن فرصة بقاء الهيئة في المناطق المحررة، تلقى صعوبات وذلك بعد الانسحاب الذي نفذته شرقي "سكة الحجاز" بريف إدلب، وهجومها على الأحرار والزنكي والفصائل التي كانت حليفة لها، والتي قاومتها ووضعت لها حدا، وقضت على فكرة الفصيل القوي الذي لا يمكن لأحد أن يواجهه ويقف ضده.
وأكد المصدر أن فكرة حل الهيئة خلال اجتماعات "أستانا" كانت مطروحة للنقاش، وذلك لأنها فصيل مسجل على قائمة الإرهاب، ولا يمكن تطبيق مخرجات "أستانا" المتفق عليه بين الدول الضامنة في محافظة إدلب بوجودها.
وأضاف أن ذلك ألقى على عاتق تركيا مهمة إخراج أو حل الهيئة، لضمان عدم دخول أي قوات من النظام أو الميليشيات المساندة لها إلى محافظة إدلب.
وبحسب المصدر، فإن مباحثات طويلة جرت بين دول عربية وإقليمية، عبر وسطاء في الفترة الأولى، والتي تطورت لاحقا للقاءات مباشرة مع الهيئة، أفضت إلى فكرة حل الهيئة لنفسها بشكل رسمي.
وأشار إلى أن ذلك يجنبها المواجهة مع الطرف التركي، وعلى إثر الاتفاق دخلت وفود استطلاع تركية لتفقد وتثبيت نقاط المراقبة قبل عملية "غصن الزيتون" بريف حلب، وطرد "قسد" من المنطقة.
ونوه المصدر إلى أن الضغوطات ومخاطر المواجهة، زادت على قيادة الهيئة بعد نجاح عملية "غصن الزيتون"، ووصل مناطق إدلب وحلب المحررة بمناطق "درع الفرات"، التي تناصب "الهيئة" العداء، كذلك خسارتها في مواجهة "جبهة تحرير سوريا وصقور الشام"، وخروج تيار القاعدة منها، وتفكك بنيتها الداخلية، لاسيما بريف حلب، جعل فكرة القبول بخيار الحل أمراً واقعياً لا يمكن الفرار منه.
وأضاف المصدر "هناك عوامل أخرى داخلية وخارجية أوصلت الهيئة لهذه المرحلة، لافتاً إلى أن هناك فجوة كبيرة باتت ظاهرة بين الهيئة والحاضنة الشعبية، وكذلك مع الفصائل الأخرى التي لم تعد تهاب قوتها، وسلسلة الممارسات التي أسقطتها مدنياً عبر حكومتها "الإنقاذ".
وأشار إلى أن هناك طروحات لدمج المنشقين عن الهيئة ضمن فصائل ومكونات أخرى في المنطقة، كما توقع أن يتجه الرافضون لخيار الطرح المقدم للانضواء ضمن تشكيلات القاعدة.
واستبعد أن تندلع مواجهة عسكرية في حال رفض الهيئة القبول بتطبيق الاتفاقيات الدولية في المنطقة، في وقت لم يحدد المصدر مصير "الجولاني" وبعض الشخصيات الموضوعة على قائمة الإرهاب والشخصيات التي باتت مطلوبة إقليميا ومحلياً كـ "أبو اليقظان" وعدد من المشرعين والقادة العسكريين المتورطين في دماء السوريين، ولم يحدد فترة زمنية لتنفيذ الأمر إلا أنه "بات قريباً" بحسب المصدر.