بلدي نيوز – درعا (أنس السيد)
في ظل فقر مدقع وظروف اقتصادية غاية في السوء، وبعد أن نسي أطفال ريف درعا الشرقي معنى الترفيه والألعاب التي يعرفها كل أطفال العالم، حاول أبو عامر أن يزرع ابتسامة على وجوههم ببضعة براميل معدنية وبعض ألواح من الخشب حولها إلى قارب صغير.
نتيجة المنخفض الجوي والأمطار الغزيرة التي هطلت على مناطق ريف درعا الشرقي خلال الأسبوعين الماضيين، امتلأت الأودية الكثيرة في المنطقة بالمياه، ما أتاحة الفرصة أمام الأطفال للعب والمرح على هذه المسطحات المائية، متناسين الحرمان الذي يعيشونه.
قال أبو عامر لبلدي نيوز إن "فكرة القارب خطرت لي على الفور بعد تذكّرت سعادة الأطفال قديما عندما كانوا يمرحون في بحيرة المزيريب، وما يجنيه أصحاب المراكب في البحيرة من رزق حلال طيب، يغنيهم عن مد يدهم إلى أحد، لذلك قمت فور علمي بوصول المياه للأودية والسدود، ببناء مركب صغير يتكون من أربعة براميل تحمل بعض المقاعد الخشبية لحمل الأطفال على مياه الأودية".
وأضاف: "حال الأطفال في المنطقة مثير للشفقة وللقهر أيضاً، فمعظمهم كبروا خلال السنوات الماضية، ولا يعرفون ما يعرفه أطفال العالم من مدن الملاهي وألعاب الفيديو".
وأردف: "حرصت على صنع القارب بحرفية تامة، وتوخيت الحذر كي لا يتسبب أي خطأ بغرق القارب والأطفال".
وتابع أبو عامر: "باتت مهنتي في صيانة الدرجات النارية ولحام النحاس رائجة وعليها تنافس كبير في منطقتي، الأمر الذي جعلني دائم التفكير في أي عمل آخر قد يساعدني على توفير متطلبات عائلتي".
وأوضح أن "ما أتقاضه بدل ركوب العائلات والأطفال لا يتعدى مئة ليرة سورية على الراكب الواحد في أحسن الأحوال، وهو مبلغ يعتبر رمزياً، إذا نظرنا للقيمة الشرائية الضعيفة لليرة السورية".
من جانبه اعتبر أبو أسامة وهو رب أسرة بريف درعا أن "ما قام به أبو عامر شيء كنا نفتقده بالمنطقة، فوسائل الترفيه الطبيعية معدومة، وبحيرة مزيريب بعيدة علينا، ومركب أبو عامر فكرة جميلة جعلت حتى الفقراء في المنطقة يستمتعون بها".
وكانت مناطق سدود وأودية ريف درعا الشرقي، قد امتلأت بالمياه، بعد منخفض جوي قوي ضرب المنطقة الجنوبية من سوريا، خلال الاسبوعين الماضيين، حيث تراكمت الأمطار مع غزارتها، لتشكل سيول تغمر الوديان والمنخفضات.