بلدي نيوز – (يوسف الجابر)
في إمعان جديد بتجاهل التهديدات الأمريكية والفرنسية، أقدم نظام الأسد مساء اليوم السبت على ارتكاب مجزرة كيماوية راح ضحيتها أكثر من 50 شهيدا معظمهم نساء وأطفال، ليدوس على خطوط واشنطن وباريس الحمراء التي طالما حذرتا الأسد من تجاوزها.
فعند مساء اليوم السبت، قصفت مروحيات نظام الأسد ببراميل متفجرة تحوي غازات سامة -لم يعرف ماهيتها حتى اللحظة- الأحياء السكنية في المدينة المحاصرة، مما أدى لاستشهاد وجرح المئات من أهالي المدينة، وهي التي رفض أهلها التهجير القسري نحو الشمال السوري، الأمر الذي أغضب الأسد وحاشيته من مجرمي الحرب، مما دفعهم لارتكاب هذه المجزرة المروعة، التي تكشف صور ضحاياها عن بشاعتها وفظاعة تلك اللحظات.
هذه المجزرة البشعة سبقها قبل أيام فقط، تعهدا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، في بيان مشترك لوزراء خارجيتهم، بمحاسبة نظام الأسد على الهجمات الكيميائية في خان شيخون جنوب إدلب، مضيفةً أنه "على مدى 7 سنوات، لم تهدأ الاعتداءات التي ينفذها النظام السوري بمساعدة داعميه في انتهاك صارخ للقانون الدولي".
كما دعت الناطقة باسم البيت الأبيض، "سارة ساندرس" إلى تحميل النظام السوري مسؤولية المجزرة التي ارتكبها بحق المدنيين في مدينة خان شيخون، ومحاسبة أي شخص يستخدمها في أي مكان.
ويعتقد محللون عسكريون أن نظام الأسد ما كان ليستمر في هجماته الكيماوية ضد الشعب السوري لولا تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبته وهو يقترب جريمة تلو الأخيرة طوال سني الثورة السورية، في الوقت الذي تبقى خطوط واشنطن وباريس الحمراء مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي أمام المجتمع الدولي الذي يطال بمحاسبة الأسد.
وبين وهم العدالة الدولية والتصريحات العنترية الأمريكية الفرنسية يدفع الشعب السوري من دمه أثمانا جديدة لتراخي العدالة الدولية وتعاميها عن منح هذا الشعب حقه في الحرية والكرامة وإنصافه من جلاد العصر بشار الأسد.