بلدي نيوز - (كنان سلطان)
تعرضت أحياء دمشق؛ اليوم الخميس، لقصف بقذائف صاروخية، هو الأول من نوعه، خلف إصابات في صفوف المدنيين.
وعرضت شبكات محلية صورا تظهر حرائق، وسحبا دخانية، في مبانٍ وسيارات في مناطق مختلفة من أحياء العاصمة دمشق، بخلاف ما كانت تظهر عليه الحالات السابقة، التي يدعي النظام أن مصدرها مناطق سيطرة المعارضة.
ويأتي هذا الاستهداف المباشر لأحياء العاصمة، في الوقت الذي بدأت فيه رحلة تهجير أهالي "حرستا"، وسبقها إلى ذلك مناطق أخرى في الغوطة الشرقية.
وبحسب مصادر محلية، فقد سقطت القذائف في أحياء "المجتهد وساحة المرجة وساحة الشهبندر وأبو رمانة وشارع الثورة وشارع خالد بن الوليد"، وهي مناطق مأهولة ومكتظة بالمدنيين.
وسائل إعلام النظام قالت إن مصدر هذه القذائف هو الغوطة الشرقية، وهو ما درجت عليه عقب كل استهداف لأحياء دمشق، لصرف النظر عن الجرائم التي يرتكبها النظام وروسيا بحق المدنيين.
المحلل العسكري في شبكة بلدي نيوز، أشار إلى أن العديد من الصور الواردة من دمشق، ترجح أن القصف حدث بقنابل عنقودية حارقة "ر ب ك 250".
وقال: "لا توجد هذه القنابل سوى لدى النظام وروسيا فقط، وهي من زنة 250 و500 كيلوغرام، والأغلب أن النظام استخدم النوعية من زنة 250 كغ، وعزا ذلك إلى العدد المحدود من "القنيبلات" الواضح في الصور".
ولفت إلى أن الهدف من القصف بهذه النوعية تحديداً، للادعاء أن مناطق سيطرة النظام تتعرض للقصف العنيف من مناطق المعارضة، وأن المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام "تحترق"، بفعل القصف العنيف من مناطق المعارضة "الإرهابيين" كما يسوق النظام.
وأوضح المحلل العسكري "راني جابر" أن كمية الدخان الصادرة عن هذه القنابل كبيرة، بما يكفي لإعطاء انطباع أن قصفا عنيفا ضرب المكان، دون أن تحدث أضرارا حقيقية، سواء بشرية أو مادية بشكل كبير.
من جهته المقدم "عماد نديم شحود" القائد العسكري لمجلس الرستن، قال: "من يمتلك هذه القذائف هو جيش النظام حصرا"، موضحا بأنه حصل عليها من جمهورية "مصر" وصنعت في محافظة الشرقية معامل الشرقاط.
وأكد المقدم شحود أن هذه الدفعة الصاروخية وصلت إلى سوريا في العام 1998، وكشف بأنه هو من تسلمها حينها من إدارة التسليح.
وأكد "شحود" في تصريح خاص لبلدي نيوز، أن الثوار لا يمكنهم رمي مثل هذه القذائف الصاروخية، وعزا ذلك لسببين أولهما: أن لها قوانين رماية خاصة ودقيقة، وثانيا: لا يمكن سوى لضابط مدفعية متمكن رميها، كونها من الرمايات الخاصة والقليلة جدا.
وحول الغاية من استخدامها من قبل النظام؛ قال "شحود" إن النظام عمل على إخلاء جميع المواقع القريبة من "جوبر"، مثل سوق الهال والبزورية والمؤسسة، كونه بيت النية لاستخدام "الكلور" على مواقع الثوار بحي "جوبر"، لذا قام بقصف دمشق ليوجد الذريعة السياسية أمام الغرب، على الرغم من معرفة الأخير بأن هذا من صنع النظام.
وتجدر الإشارة إلى أن حي "كشكول" في الدويلعة قد تعرض يوم الثلاثاء الماضي، لقصف صاروخي تسبب بمقتل أكثر من 40 مدنيا، من ضمنهم أطفال في سوق شعبي، ودائما مصدره قوات النظام.