بلدي نيوز – حماة (أحمد العلي)
تمثل حالة الطفلة السورية "ملك" نموذجا من مأساة يعيشها آلاف السوريين ممن أصيبوا بإعاقات دائمة جراء قصف قوات النظام بمختلف صنوف الأسلحة المدن والبلدات السورية، وفي الوقت الذي يعيش معظم أطفال العالم حياتهم الطبيعية، هنالك العديد من أطفال سوريا بدون أطراف.
"ملك" ذات الثمان سنوات كانت بترت قدمها اليمنى نتيجة قصف المقاتلات الحربية التابعة للنظام السوري التي استهدفت منزلها في ريف حماة الشمالي، بالإضافة لفقدان والديها اللذين استشهدا بنفس الضربة التي حولتها إلى يتيمة ومعاقة.
تروي "ملك" لبلدي نيوز لحظات ما قبل القصف قائلة: "بينما كنت ألعب أمام منزلي في قرية الجنابرة، قصفت طائرة حربية منزلنا بالصواريخ، فقدت على إثرها قدمي اليمين كما استشهد أبي وأمي وأصبحت بلا أهل".
وأردفت بالقول: "تألمت كثيرا حينها والدم يسيل مني، حين قام بعض الأشخاص بإسعافي إلى المستشفى.. لا أعلم ماذا أقول.. لقد كنت خائفة كثيرا في ذلك الوقت".
وتختم الطفلة "ملك" وهي تغالب الدموع: " كل الطلاب يلعبون ويذهبون للمدارس ليتعلموا، إلا أنا لا أستطيع الذهاب، بسبب فقدان قدمي، وأتمنى أن أحصل على طرف صناعي أتمكن بمساعدته من المشي مجددا دون مساعدة أحد، والذهاب إلى المدرسة، أريد أن أكبر وأصبح معلمة".
"فادي العوض" شقيق ملك قال لبلدي نيوز: "تعاني ملك من عقدة نفسية وحالة من الرعب الشديد والخوف عند سماعها صوت الطائرات، وكثيرا من الأوقات تصل الحالة لدرجة البكاء، وتعيش حاليا في منزلي، وتكره العودة لمنزلها من شدة ما تعرضت له هناك".
وناشد فادي العوض المنظمات والجهات المعنية، بسبب ضعف الإمكانيات والحالة المادية المتردية التي تحيط بهم، لأجل تركيب الطرف الصناعي كون تكلفته عالية.
وتشير إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 3 ملايين شخص أصيبوا نتيجة الحرب في سوريا بينهم 1.5 مليون يعيشون بعاهات مستديمة داخل البلاد، منهم 86 ألف شخص أفضت إصاباتهم إلى بتر أطرافهم.