بلدي نيوز – إدلب (محمد وليد جبس)
استشهد ثلاثة مدنيين بينهم طفلة كحصيلة أولية، بقصف ليلي استهدف "حي النسيم" الواقع في الجهة الجنوبية من مدينة إدلب، ولا تزال فرق الدفاع المدني تعمل بشكل مستمر منذ ليلة أمس وحتى الآن بحثا عن ثلاث عوائل مؤلفة من أكثر من عشرين شخصاً لإخراجهم من تحت الأنقاض.
وقال الناشط الإعلامي "أحمد جحجاح" وهو من سكان مدينة إدلب "إن طائرة حربية روسية قصفت في تمام الساعة 9.30 من مساء أمس الأحد بأربع غارات جوية حي وادي النسيم الواقع في المنطقة الجنوبية من المدينة بصواريخ شديدة الانفجار، من حيث الدمار الذي تحدثه وقد تسببت بانهيار بناء كامل مؤلف من 6 طوابق".
وأضاف "الجحجاح" لبلدي نيوز "توجهت فرق الدفاع المدني على الفور إلى المكان المستهدف وبدأوا العمل برفع الأنقاض، وتمكنوا في اللحظات الأولى من انتشال عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص، جميعهم شهداء باستثناء طفلة واحدة، ولا يزال هناك ثلاث عوائل بأكملها عالقين تحت الأنقاض، فيما تستمر فرق الدفاع المدني بكامل جهدها لإخراجهم وسط حالة من العجز، بسبب شدة الدمار وصعوبة المشهد".
وكانت الطائرات الحربية الروسية والتابعة لنظام الأسد شنت سلسلة من الغارات الجوية المكثفة بجميع أنواع الصواريخ المتفجرة والعنقودية، بما فيها قنابل النابالم والفوسفور المحرم دولياً تركزت بشكل مباشر على المرافق الحيوية من مدارس ومشافٍ ومراكز صحية.
حيث تسببت تلك الغارات بخروج مشفى كفرنبل الجراحي والمركز الصحي في تل مرديخ، ومشفى بلدة سرجة عن الخدمة بشكل نهائي إضافة لخروج مشفى معرة النعمان الجراحي يوم أمس عن الخدمة.
وشهدت مدن وبلدات ريف إدلب منذ ساعات الظهيرة وحتى أواخر الليل أمس الأحد، محرقة كبيرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مع إقلاع عدة أسراب من الطيران الحربي الروسي من قاعدة "حميميم"، واستهداف مدن وبلدات المحافظة في وقت واحد، بالتزامن مع قصف صاروخي بصواريخ أرض - أرض من ريف حماة إضافة إلى صواريخ بالستية أطلقتها بوارج روسية من البحر المتوسط.
ويستمر تكثيف القصف الجوي من الطيران الحربي الروسي بهذه الشدة بعد يوم من إسقاط فصائل الثوار طائرة حربية روسية في ريف إدلب الشرقي خلال تنفيذها غارات جوية على مدينة سراقب، ومقتل الطيار بعد خروجه من الطائرة بمظلته، الأمر الذي دفع روسيا لشن هجمات انتقامية ضد المدنيين، حيث ارتكبت بالأمس مجزرتين في خان السبل ومعصران راح ضحيتها قرابة 15 شهيداً وتابعت غاراتها اليوم بشكل أعنف وأشد وتركزت على المدن الرئيسية.