بلدي نيوز - (خاص)
تناقلت صفحات الإعلام السوري "المعارض" خبراً غريباً مفاده اغتنام الجيش الحر خلال معارك عفرين لصاروخ مضاد للطائرات من "ب ي د"، وأن هذا الصاروخ هو الأحدث من نوعه في العالم، وهو أحدث ما أنتجته روسيا، وأفضل ما لديها في مجال الأسلحة المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، والذي يصل ارتفاع عمله أكثر من أربعة ونصف كيلومتر، ما يعتبر سلاحاً نوعياً مهما قد يؤثر في المعركة الجارية في عفرين، ويغير الحسابات التركية في المعركة، إلى آخره من الكلام معدوم المصدر، والغير دقيق بالمجمل!
الفيديو المتداول يظهر عنصراً في الجيش الحر، اغتنم هذا الصاروخ بدون أن يحدد نوعه، لتتداول وسائل الإعلام "المعارضة" أنه صاروخ "فيربا" الروسي، ولكن الحقيقة ليست كذلك إطلاقاً.
الصاروخ الظاهر في الفيديو، هو صاروخ أقدم بكثير من "فيربا" وهو صاروخ من نوع "إيغلا" أو ما يعرف بإسم "سام 18 " وهو صاروخ سوفيتي يعود تصميمه إلى ما قبل 37 عاماً، وهو منخفض المواصفات كثيراً عن المواصفات التي تروج لصاروخ (فيربا)، كان "ب ك ك" المصنف إرهابياً في تركيا استخدمه ضد حوامة تركية، ما تسبب بإسقاطها عام 2016، الأمر الذي اعتبر الرد الروسي على إسقاط القاذفة الروسية من قبل تركيا مع بداية التدخل الروسي في سوريا، ونقطة مهمة في التوتر الروسي التركي حينذاك.
الصاروخ الذي عثر عليه ليس صاروخا كاملا، بل هو فقط أنبوب الإطلاق مع آلية الزناد والبطارية الحرارية المستهلكة، والصاروخ على ما يبدو حصل إطلاقه وفشل في إصابة الهدف، ما يدل على التطور التركي في مجال المنظومات المضادة للصواريخ المحمولة على الكتف، وهي صفعة مباشرة توجهها تركيا لروسيا.
"فيربا" نظرة ثانية
ما يمكن قوله، أن الانتشار السريع الغريب لأخبار الصاروخ هو أمر غير منطقي، حيث نشرت الكثير من المواقع الخبر مع المواصفات التي يملكها الصاروخ، بشكل من أشكال الدعاية والترويج، وبلغة تفوق ما يستخدمه الروس لمديح أسلحتهم وبدون تأكد من المعلومات إطلاقا (بداية بنوع الصاروخ)، وهذا الأمر لا يمكن اعتباره في أي بند سوى بند القصور والعجز في موضوع الحرب الإعلامية، ومحاولة من الأكراد والروس للقول أن "ب ك ك" في عفرين يمتلك أسلحة مضادة للطائرات قادرة على التأثير على سلاح الجو التركي، وأن المعركة في عفرين سوف تتخللها إسقاط طائرات تركية، وربما أسر طيارين وبخاصة المروحيات، ما يدل على أهمية معركة عفرين وحجم الضغط الإعلامي الموجود لإيقافها، حيث ستنفي روسيا التهمة وتستخدم اللغط في تحديد نوع الصاروخ، للقول أنها تتعرض لحملة من التشويه والأكاذيب! وأنها لم تدعم "ب ك ك" بالدفاع الجوي لمواجهة تركيا.
هذه النوعية من الصواريخ (إيغلا) هي من ضمن الصواريخ التي حصل عيها "ب ك ك" من روسيا، كذلك يعتقد أن الأمريكان منحوا نسخته السورية "ب ي د" أعداداً منها ضمن حزمة التسليح الأمريكية له، كما يوجد احتمالية أن يكون من النظام هو من منحه، فالنظام منح "ب ك ك" كل أنواع الأسلحة التي يحتاجها، وليس من المستبعد أن يمنحه أسلحة مضادة للطائرات لإزعاج تركيا، التي لا يستطيع فعل أي شيء حيال قواتها التي تذله مراراً وتكراراً في حلب وإدلب.