بلدي نيوز- سولوتورن - سويسرا (لبنى أبو الخير)
استنكرت الجالية السورية في سويسرا في بيان لها وجهته للخارجية السويسرية إعلانها افتتاح مكتب مساعدات إنسانية لمساعدة المواطنين السوريين، بهدف مراقبة وضمان وصول المساعدات بشكل صحيح، بعدما حصلت على جميع الأوراق اللازمة من حكومة النظام، دون أن تحدد سويسرا نوع المساعدات أو طريقة منحها.
وقالت الجالية في بيانها الذي أصدرته أول أمس الخميس، باللغة الفرنسية ترجمه ناشطون، "هذه الخطوة ستكون مفرحه للأسد سفاح دمشق والذي يرى نفسه على طريق إعادة التأهيل من قبل المجتمع الدولي، وبنفس الوقت هذه الخطوة لن تساهم مطلقاً بتحسين فعالية المساعدات الإنسانية السويسرية في سوريا، فالجميع يعلم أن معظم المساعدات الدولية يعود ريعها لصالح النظام إما بشكل مباشر، أو عن طريق إعادة بيعها بالسوق وهذا بالرغم من تواجد المنظمات الدولية هناك".
كما شدد البيان على أن التعامل مع نظام الأسد شتيمة للعدالة، فهو يساهم باستدامة الإرهاب كونه نظام مافيوي ومن يمد يده لهذا النظام فإنه يتخلى عن قيمه ومبادئه ليصبح شريكا في جرائمه، فالنظام فاقد للشرعية ويستغيث بروسيا وإيران كي يستمر، حسب البيان.
وتابع البيان، "التعامل مع النظام السوري اليوم لا يمكن تفهمه إلا من خلال رؤية قصيرة المدى وهذا ليس في مصلحة المساعدات الإنسانية أو السلام أو الشرق الأوسط أو سويسرا أو العالم ولكنه شتيمة للعدالة، بالإضافة لذلك فإنه يساهم باستدامة الإرهاب، نظام الأسد هو نظام ما فيوي مروج للإرهاب وإن من يمد يده لمثل هذا النظام فإنه يتخلى عن قيمه ومبادئه ليصبح شريكا بالجرائم التي يقوم بها ضد شعبه".
وطالب البيان سويسرا إذا كانت ترغب فعلا بتقديم المساعدة للتخفيف عن المدنيين، فمن الأفضل أن تعمل على الوصول لحل سياسي فعلي يسمح للسوريين بالانتقال السياسي بدون نظام الأسد للوصول إلى بناء دولة المستقبل الديمقراطية والتي تعتمد على مبدأ المواطنة لكل مكونات الشعب السوري.
يذكر أن مكتب المساعدات السويسرية يتألف من غرفة في أحد فنادق العاصمة السورية يعمل فيها دبلوماسي سويسري واحد، وفي تصريحات للتلفزيون العمومي الناطق بالألمانية SRF، قال "مانويل بيسلر" مفوض المساعدات الإنسانية بوزارة الخارجية السويسرية: "أخيراً، لدينا الآن عيون وآذان في دمشق"، وأضاف " إن الأمر يتعلق -بشكل ملموس- بتقديم المساعدات بالاشتراك مع المنظمات الشريكة لنا. يجب علينا أن نتأكد من أن المال يُستخدم فيما يُفترض أن يكون مرصودا له".
ويهدف المكتب الجديد في دمشق أيضا إلى السماح للسويسريين بتنفيذ بعض مشروعات المساعدة "الانفرادية" مثل تثبيت خطوط جديدة للمياه في المناطق التي مزقتها الحرب كما أشار "بيسلر" إلى أنّ سويسرا هي الآن -بغض النظر عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي- البلد الأوروبي الوحيد الذي يتوفر على تمثيل إنساني في سوريا، حيث تصل القيمة الإجمالية للمشاريع الاغاثية التي تقدمها سويسرا في سوريا إلى 80 مليون فرنك سويسري سنويا، ويتم ذلك من خلال بعض المنظمات كالهلال الأحمر السوري.
ورحّب النظام السوري بالخطوة السويسرية وأعرب عن استعداده لتعزيز سبل التعاون والتنسيق مع سويسرا في المجالات الإنسانية والتنموية، حيث يرى في هذه الخطوة فرصة لكسر الحصار السياسي والاقتصادي الغربي المفروض عليه بسبب الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب السوري الثائر.