ما استراتيجية أمريكا المعلنة في سوريا؟ - It's Over 9000!

ما استراتيجية أمريكا المعلنة في سوريا؟

بلدي نيوز – (متابعات) 

لخّص وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في سوريا بما يلي: وجود أمريكي في شرقي سوريا إلى أجل غير مسمى لمواجهة النفوذ الإيراني، ومنعها من إقامة ممرها البري الذي يربط بين إيران ولبنان، ومنع عودة ظهور تنظيمات متطرفة مثل الدولة الاسلامية والقاعدة، والوصول إلى تسوية سياسية للأزمة السورية تنهي حكم عائلة الاسد. 

هذه الاستراتيجية كانت محور كلمة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تليرسون في معهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد الأمريكية يوم 17 كانون الثاني/ يناير، حسب موقع "بي بي سي" عربي.

ويبلغ الوجود العسكري الامريكي في شمالي وشرقي سوريا، ألفي جندي حاليا وتعمل هذه القوات في المنطقة في تقديم المساعدة لقوات سوريا الديمقراطية، "قسد" ذات الغالبية الكردية في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومع تراجع المعارك ضد التنظيم، أشارت الأنباء مؤخرا إلى أن الولايات المتحدة تخطط لإقامة قاعدتين عسكريتين في سوريا، واحدة في مطار الطبقة العسكري بالقرب من سد الفرات والأخرى في منطقة التنف على المعبر الحدودي بين العراق وسوريا.

الوجود الأمريكي في سوريا لن يقتصر على الجانب العسكري بل سيكون هناك وجود دبلوماسي وسياسي أيضا لمساعدة أبناء المناطق التي تم طرد التنظيم "الدولة"، وتوفير الخدمات الاساسية فيها بالتعاون مع الدول الأعضاء في التحالف الدولي الذي يقود العمل العسكري ضد "الدولة الإسلامية" وهو ما أكده وزير الدفاع الامريكي قبل فترة قصيرة.

وتقول الإدارة الأمريكية حاليا إنها لن تكرر تجربة العراق قبل سنوات قليلة عندما انسحبت القوات الأمريكية قبل أن تستقر الأوضاع الأمنية والسياسية تماما.

وقال تليرسون "لا يمكننا أن نكرر أخطاء عام 2011 حيث غادرنا العراق قبل الأوان، الأمر الذي سمح بظهور تنظيم القاعدة أولا وثم الدولة الإسلامية، مما اضطر الولايات المتحدة إلى العودة إلى العراق مجددا، وبالتالي هناك حاجة لوجود أمريكي إلى أجل غير منظور في سوريا لمنع تنظيم الدولة الإسلامية من الظهور مجددا".

لكن ذلك يعني دعم قوات لا تمثل حقيقة المنطقة الشمالية الشرقية ويقودها بشكل كامل الأكراد من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يتهم بارتكاب جرائم حرب وتهجير بحق السكان العرفي في مناطق سيطرته، كما لا يخفي الحزب ارتباطه بحزب العمال الكردستاني من خلال صور عبدالله أوجلان زعيم الحزب الأخير، وتدريس أفكاره، ومن المفروض أن الحزب موضوع على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة وأروبا كما هو الحال في تركيا شريكة واشنطن في حلف شمال الأطلسي.

أما المحور الآخر للاستراتيجية الأمريكية فهدفه الحد من نفوذ إيران في سوريا، حيث تلعب إلى جانب روسيا دورا محوريا في تقوية نظام الأسد الذي استطاع استعادة جزء كبير من الأراضي السورية بفضل دعم طيران روسيا والمليشيات التي تتولى إيران قيادتها في سوريا وبات الأسد في وضع أقوى مما سبق بكثير.

وأقر تليرسون بالحجم الهائل لنفوذ إيران في سوريا وهو ما يمثل مصدر خطر حتى على الوجود الأمريكي هناك، وقال "لقد عززت إيران وجودها في سوريا بشكل ملحوظ عبر نشر الحرس الثوري الإيراني ودعم حزب الله اللبناني واستقدام مليشيات تابعة لها من العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها من الدول وبفضل هذا الانتشار في سوريا أصبحت إيران في موقع أفضل لمهاجمة الأمريكيين ومصالح أمريكا وحلفائنا في المنطقة".

وقال: "الضغط على إيران سيكون من بين أهم أهداف الوجود العسكري الأمريكي في سوريا.. هذا الأمر لن يكون سهلا".

وتتناقض هذه الاستراتيجية مع الواقع على الأرض، حيث دعم التحالف الدولي العمليات العسكرية لمليشيا الحشد الشعبي العراقي –المدعوم إيرانيا- ضد تنظيم "الدولة" في العراق، وأعلن "الحشد" خلال الشهر الماضي وصوله إلى الحدود السورية العراقية، كما وصل قبل ذلك إلى مدينة القائم المقابلة إلى مدينة البوكمال شرق ديرالزور التي  تسيطر عليها ميليشيات موالية لإيران وقوات النظام، وبالتالي تكون الولايات المتحدة ساعدت إيران بربط طهران بالبحر المتوسط، رغم قولها أنها تحاربها وخلال فترة إدارة ترمب نفسه الذي يجاهر طهران بالعداوة.

مقالات ذات صلة

صحيفة إسرائيلية: النظام وإيران يطوران أسلحة كيماوية ونووية في سوريا

ارتفاع حصيلة قتلى قوات النظام وميليشيات إيران بالغارات الإسرائيلية إلى 150

قضائيا.. مجلس الشعب التابع للنظام يلاحق ثلاثة من أعضائه

روسيا تعلن استعادة 26 طفلا من شرق سوريا

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية